نشر الكاتب والأكاديمي المصري، معتز عبد الفتاح - أستاذ العلوم السياسية - مقالًا كاملًا لكاتب يمني يُدعى "محمد حجر اليافعي" دون أن يشير له بأي حرف داخل المقال.
وبدأ "عبد الفتاح" مقاله ببضع جمل وأنهاه ببضع أخريات، وفي المنتصف وضع مقال "اليافعي" كاملًا.
ويقول "عبد الفتاح" في مقاله إنه قد وصله أحد التساؤلات من أحد متابعيه على "فيس بوك" .. وأجاب "عبد الفتاح" على التساؤل بكلمة : "أنقل له هذا الكلام" .. ثم وضع بعده مقال اليافعي كاملًا بدون أية إشارة لشخصه.
وإلى نص مقال "عبد الفتاح":
تعقيبًا على سؤال جاءني من صديق «فيسبوكاوى» على توجهي بالتركيز على أثر الزيادة السكانية السلبي على مستقبل بلادنا، أنقل له هذا الكلام الذي يجعلنا نتأكد من أننا مطالبون بالارتقاء بنوعية الإنسان وليس بكمّه. لا تحدثني عن ثروة أي بلد وأهله مشحونون بالحقد والعنصرية والمناطقية والجهل والحروب! «نيجيريا» من أكثر الدول غنى بالثروات والمعادن، ومن أكبر دول العالم المصدرة للبترول، ولكن انظر إلى حالها ووضعها؛ والسبب أن الإنسان فيها مشبع بالأحقاد العرقية ومحمل بالصراعات الطائفية، والدولة يأكلها الفساد والإهمال. فيما "سنغافورة" البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم؛ لأنه رئيس بلد ليست فيه موارد طبيعية.. يتقدم اليوم على الهند في مستوى دخل الفرد. في عصرنا الحالي، الشعوب المتخلفة فقط هي التي ما زالت تنظر لباطن الأرض ما الذي ستخرجه كي تعيش، ولعدد السكان على أساس أنه العِزوة.. فى الوقت الذي أصبح فيه عقل الإنسان هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحًا. هل فكرت وأنت تشتري تليفون «جالاكسي» أو «آيفون» كم يحتاج هذا التليفون من الثروات الطبيعية؟، ستجده لا يكلف دولارات قليلة من الثروات الطبيعية.. (جرامات بسيطة من المعادن وقطعة زجاج صغيرة وقليل من البلاستيك)، ولكنك تشتريه بمئات الدولارات، فتتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز.. والسبب أنه يحتوي على ثروة تقنية من إنتاج عقول بشرية. هل تعلم أن شخصًا واحدًا مثل «بل جيتس» - مؤسس شركة مايكروسوفت - يربح فى الثانية الواحدة 226 دولارًا؟ هذا يعني أن ما يملكه اليمن ودول الخليج من احتياطي للثروات لن يستطيع مجاراة شركة واحدة لتقنية حاسوب. هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب حقول النفط والثروات الطبيعية وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على التليفون المحمول؟ هل تعلم أن أرباح شركة مثل «سامسونج» فى عام واحد (327 مليار دولار) نحتاج لسنوات لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي لمصر؟ أخي في الشمال أو الجنوب، في الشرق أو الغرب من الوطن العربي، والخليجي بالأخص، الواهم بأن لديك ثروة ستجعلك في غنى وبدون الحاجة إلى عقلك، دع عنك أوهامك، فلا ثروة مع عقلية الاستهلاك. هُزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية.. وفي أقل من خمسين عامًا انتصرت على هازميها بالعلم والتقنية مع أن عدد سكانها شبه ثابت، لأن عدد المواليد يتساوى مع عدد الوفيات. قرأت بالأمس عداد جهاز التعبئة العامة للإحصاء لأجد أننا وصلنا إلى ما يزيد على 92 مليون نسمة. كثرة في الخَلق (بفتح الخاء) وندرة في الخُلق (بضم الخاء) وتواضع في العلم. كيف نتقدم إذًا؟ نحن نجعل تقدمنا ضد منطق الأشياء.. أرجو ألا نكون خناجر في جسد بلادنا، نستنزفها ونتساءل عن سبب عدم تقدمها.
وبدأ "عبد الفتاح" مقاله ببضع جمل وأنهاه ببضع أخريات، وفي المنتصف وضع مقال "اليافعي" كاملًا.
ويقول "عبد الفتاح" في مقاله إنه قد وصله أحد التساؤلات من أحد متابعيه على "فيس بوك" .. وأجاب "عبد الفتاح" على التساؤل بكلمة : "أنقل له هذا الكلام" .. ثم وضع بعده مقال اليافعي كاملًا بدون أية إشارة لشخصه.
وإلى نص مقال "عبد الفتاح":
تعقيبًا على سؤال جاءني من صديق «فيسبوكاوى» على توجهي بالتركيز على أثر الزيادة السكانية السلبي على مستقبل بلادنا، أنقل له هذا الكلام الذي يجعلنا نتأكد من أننا مطالبون بالارتقاء بنوعية الإنسان وليس بكمّه. لا تحدثني عن ثروة أي بلد وأهله مشحونون بالحقد والعنصرية والمناطقية والجهل والحروب! «نيجيريا» من أكثر الدول غنى بالثروات والمعادن، ومن أكبر دول العالم المصدرة للبترول، ولكن انظر إلى حالها ووضعها؛ والسبب أن الإنسان فيها مشبع بالأحقاد العرقية ومحمل بالصراعات الطائفية، والدولة يأكلها الفساد والإهمال. فيما "سنغافورة" البلد الذي بكى رئيسه ذات يوم؛ لأنه رئيس بلد ليست فيه موارد طبيعية.. يتقدم اليوم على الهند في مستوى دخل الفرد. في عصرنا الحالي، الشعوب المتخلفة فقط هي التي ما زالت تنظر لباطن الأرض ما الذي ستخرجه كي تعيش، ولعدد السكان على أساس أنه العِزوة.. فى الوقت الذي أصبح فيه عقل الإنسان هو الاستثمار الناجح والأكثر ربحًا. هل فكرت وأنت تشتري تليفون «جالاكسي» أو «آيفون» كم يحتاج هذا التليفون من الثروات الطبيعية؟، ستجده لا يكلف دولارات قليلة من الثروات الطبيعية.. (جرامات بسيطة من المعادن وقطعة زجاج صغيرة وقليل من البلاستيك)، ولكنك تشتريه بمئات الدولارات، فتتجاوز قيمته عشرات براميل النفط والغاز.. والسبب أنه يحتوي على ثروة تقنية من إنتاج عقول بشرية. هل تعلم أن شخصًا واحدًا مثل «بل جيتس» - مؤسس شركة مايكروسوفت - يربح فى الثانية الواحدة 226 دولارًا؟ هذا يعني أن ما يملكه اليمن ودول الخليج من احتياطي للثروات لن يستطيع مجاراة شركة واحدة لتقنية حاسوب. هل تعلم أن أثرياء العالم لم يعودوا أصحاب حقول النفط والثروات الطبيعية وإنما أصحاب تطبيقات بسيطة على التليفون المحمول؟ هل تعلم أن أرباح شركة مثل «سامسونج» فى عام واحد (327 مليار دولار) نحتاج لسنوات لنجمع مثل هذا المبلغ من الناتج المحلي لمصر؟ أخي في الشمال أو الجنوب، في الشرق أو الغرب من الوطن العربي، والخليجي بالأخص، الواهم بأن لديك ثروة ستجعلك في غنى وبدون الحاجة إلى عقلك، دع عنك أوهامك، فلا ثروة مع عقلية الاستهلاك. هُزمت اليابان في الحرب العالمية الثانية.. وفي أقل من خمسين عامًا انتصرت على هازميها بالعلم والتقنية مع أن عدد سكانها شبه ثابت، لأن عدد المواليد يتساوى مع عدد الوفيات. قرأت بالأمس عداد جهاز التعبئة العامة للإحصاء لأجد أننا وصلنا إلى ما يزيد على 92 مليون نسمة. كثرة في الخَلق (بفتح الخاء) وندرة في الخُلق (بضم الخاء) وتواضع في العلم. كيف نتقدم إذًا؟ نحن نجعل تقدمنا ضد منطق الأشياء.. أرجو ألا نكون خناجر في جسد بلادنا، نستنزفها ونتساءل عن سبب عدم تقدمها.