من المهم جدا ألا نستسلم للظروف التي نعانيها في اليمن؛ بل جعلتني أقوم بتنمية مهاراتي في الحياة”، هكذا تشرح المهندسة المعمارية اليمنية نورا عبدالعليم العبسي التي انتقلت من الرسم بالأقلام والمساطر على الورق إلى النقش بالحناء على أجساد النساء.
والنقش بالحناء من أكثر الأعمال رواجا لدى النساء في اليمن، خصوصا في أيام عيدي الفطر والأضحى وحفلات الزواج والمناسبات الاخرى لدى الشابات، ولأهميته فإن إحدى ليالي العرس اليمني يطلق عليها “ليلة الحناء”، لكن هناك تقاليد صارمة في الزينة على الجسد، إذ تفرض التقاليد شروطها في هذه الظاهرة، ومن ذلك حصر الزينة للفتيات الصغيرات في الأعياد والأفراح الأسرية على باطن الكف والساعد وأطراف القدم، وتعطي المرأة المتزوجة مساحة أكبر للزينة في حال كان زوجها مقيما مع عائلته، في حين أن غياب الزوج يجعل من زينة المرأة عيبا لا يجوز خرقه.
ويزداد انتشار الزينة والنقش بالحناء في المناطق الساحلية ذات المناخ الحار من محافظة حجة شمالا حتى الحديدة غربا وصولا إلى عدن جنوبا وحتى حضرموت والمهرة شرقا، ناهيك عن مناطق الجزر اليمنية على البحرين العربي والأحمر.
نورا عبدالعليم العبسي تخرجت قبل سنوات في كلية الهندسة، قسم العمارة، في جامعة ذمار (100 كم جنوبي صنعاء)، والتحقت بالعمل في شركة أهلية في مدينة الحديدة غربي البلاد، وعملت فيها قرابة ثلاثة أعوام، قبل أن يتوقف عمل الشركة كغيرها من الشركات اليمنية التي تأثرت كثيرا بسبب الحرب وقررت إغلاق أبوابها.
وعلى الرغم من هذه التأثيرات السلبية للحرب على حياة العبسي نفسيا وماديا، إلا أنها تقول “ظروف الحرب علمتني عدم الاستسلام للواقع البائس، بل جعلتني أقوم بتنمية هواياتي ومهاراتي وأستفيد منها وجعلت منها حرفة”.
وتضيف العبسي، التي تنحدر من منطقة محافظة تعز وسط البلاد، وتعيش حاليا في العاصمة صنعاء “لجأت إلى حرفة نقش الحناء بعد أن أغلقت الأبواب أمامي، ولم أحصل على عمل في مجال تخصصي، حتى وإن وجدت عملا، فدخله لن يفي بكامل احتياجاتي كوني مستقلة ماديا”.
وقد كان انتقال الشابة اليمنية نورا من الهندسة المعمارية إلى نقش الحناء بمساعدة بعض الأصدقاء، الذين كان لهم إسهام في إشهار عملها الجديد، وتشجيعها على خوض التجربة الجديدة.
تقول “ساعدني بعض أصدقائي في إشهار عملي الجديد، وقمت بتحضير بطاقات ورقية تعريفية بعملي الخاص بنقش الحناء، كتبت عليها رقم هاتفي، وقد ساعدوني في توزيعها، قبل أن أشترك في بزارات تراثية”.
وتتابع “إحدى صديقاتي اقترحت علي تكوين مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيس بوك’ ونشطت في ذلك، وأشهرت بنفسي”.
وتقول العبسي أيضا، إنه مر عام كامل على بدئها في عملها الجديد “نقش الحناء”، الذي كانت تعمل فيه بشكل غير واسع، وقت دراستها الجامعية، قبل أن تقرر إيقافه بعد التخرج من الجامعة.
وأردفت بالقول “عادت لي الفكرة من جديد رغم أن العمل متعب جدا، وفي بلد باليمن لا يكون الدخل الذي يُحصل عليه من حرفة يدوية موازيا لقدر الجهد والتعب اللذين يبذلان فيه”، مشيرة إلى أن ثمة معاناة في هذه الحرفة، غير أنه لم يكن هناك حل لوضعها غير هذا المجال، سيما أنها أيضا تحب الرسم، قائلة “العمل بهذا المجال يمكن أن يطورني كثيرا”.
وتشير العبسي إلى أنها واجهت صعوبات كثيرة بسبب انتقالها لعمل “نقش الحناء” خصوصا كونها فتاة تعيش في مجتمع يؤمن بالتقاليد والأعراف، لكنها تتحسس طريقها في هذا الفن الذي يعتمد الدقة والخيال تماما كما الهندسة.
هندسة الحناء
كانت عجينة الحناء في القديم توضع في راحة اليد والأصابع دون الاهتمام بمظهرها الخارجي، كما أن بمقدور أي امرأة تحضير الحناء وتزيين نفسها وغيرها دون الحاجة لمهارة خاصة في ذلك، ولكل امرأة يمنية طريقتها الخاصة في الحناء، فهناك من يضفن لها زيت المحلبية لدى المزج ومنهن من يخلطنها بماء الشاي الأحمر، أي يغلين الشاي الأحمر ويصفين الماء جيدا ويستعملنه في مزج الحناء.
وتتميز الحناء اليمنية عن باقي الحناء في العالم العربي بجودتها وبقائها على بشرة اليدين أطول فترة ممكنة، وتلقى طلبا عربيا وعالميا، وقد لاقت إقبالا واسعا خاصة من المقبلات على الزواج، والراغبات في التميز ليلة الزفاف بنقوش من الحناء العربية الأصيلة غير المغشوشة.
الهندسة بالخضاب
ومن النساء من تضع ملعقة من مسحوق القهوة فوق الحناء قبل مزجها، ومنهن من يخلطن الحناء بماء مغلى الكركديه، وهناك من يضفن بعض البنزين عليها وكل هذا من أجل الحصول على لون داكن، والمحافظة على الرسومات والنقوشات لأطول وقت ممكن على اليدين أو الرجلين.
وأصبح النقش بالحناء في الوقت الحاضر حكرا على نساء وفتيات ماهرات في تحضيره واستخدامه بمهارة وإتقان ليظهر على شكل نقشات ورسومات جميلة.
تقول الخبيرة (هند 29 سنة)، إن النقش بالحناء انتقل من كونه عملا تقليديا داخل المنازل، وأصبح ضمن أعمال الزينة والتجميل التي تختص بها محلات الكوافير الخاصة بتجميل النساء أو لدى نساء يقمن بهذا العمل بجودة عالية ترضي أذواق الزبائن وبسرعة تناسب الإقبال المتزايد خاصة في المناسبات.
وتضيف أن هذه النقشات الجاهزة التي تنجز بسهولة وسرعة توفر على النساء الوقت والجهد ومشقة الذهاب إلى محلات الكوافير أو خبيرات النقش، وما يكلف ذلك من مقابل مادي.
ومن جهتها، تقول أم أمين ربة بيت، إنها تهتم بالنقش بالحناء بالطريقة الحديثة لكن بالاعتماد على نفسها، حيث تقوم بشراء مادة الحناء الجاهزة للنقش مع نوع خاص من الأوراق التي رسمت عليها أشكال جميلة مختلفة، ولا يقتصر قيامها بذلك على الأعياد والأعراس فقط.
وتقول أروى الموظفة في مؤسسة حكومية، إن العادات الاجتماعية المتوارثة في الكثير من المناطق اليمنية تحصر الزينة، ومنها النقش بالحناء للفتيات غير المتزوجات بباطن الكف دون ظاهره، لكن في مدن مثل عدن وصنعاء أصبحت الفتيات يقبلن على النقش في المناسبات وغير المناسبات أمام ظهور الوشم خاصة لدى النساء في أوروبا.
وتضيف أنها تخصص جزءا من وقتها فور بدء إجازة العيد للذهاب إلى صديقتها الماهرة في تصميم ونقش الحناء لترسم أشكالا بديعة تختارها من الإنترنت تتعلق بالوشم، لكنها تستعمل الخضاب أو الحناء.
الخضاب والخيال
تستخدم النساء في فن النقش على الجسد الخضاب أيضا، وهو عبارة عن مادة حجرية سوداء يتم تذويبها في ماء ساخن والتقاط عجينتها السائلة بواسطة إبرة أو قلم معدني، ومن ثم رسم أشكال فنية بديعة على الأيادي والسواعد والأرجل.
وكان النقش في الماضي عبارة عن نقاط ترسم بشكل دائري حول الأصابع، ونقاط متجاورة على ظاهر الكف تأخذ شكل شجرة تصل إلى منتصف الساعد فقط، إضافة إلى رسم نقاط على أصابع القدم وحول حافتها، ورسم زهرة على الجبين ونقاط حول الحاجبين وفي الخدين والرقبة بالنسبة إلى المتزوجات، أما بالنسبة إلى الفتيات العازبات فيكون النقش بالنسبة إليهن في الأصابع فقط.
الحرفية واستعمال الخيال في الرسم بالخضاب
وتطورت النقوش وتعدت اليد والقدم والمعصم والعنق لتشمل الساق كلها من الأصابع إلى أعلى الفخذ واليد إلى الكتف، وأصبحت النساء المتزوجات والعرائس ينقشن على الصدر وعلى مناطق مختلفة من الجسد.
وتقول زهرة (30 عاما) العاملة بفن النقش بالحناء والخضاب في بيتها وتذهب إلى البيوت بحسب الطلب، “إن النقش يكون عادة صغيرا ودقيقا متجاورا، ويوضع عادة على أطراف الأصابع واليد، وكذلك على أطراف أصابع القدم وعلى الرقبة، وإن رغبت المرأة في وضع نقش بسيط على الخد من جهة واحدة فلا مانع، فذلك يعد من علامات الجمال”.
وتقول الخبيرة هند “لا مجال لمقارنة النقش قديما وحديثا، فلم تعد النساء يلتزمن بالعادات والتقاليد القديمة في النقش،
حيث كانت هناك حدود لأماكن النقش ومساحاته بالنسبة إلى الفتاة العزباء والمرأة المتزوجة، وتفضل العازبات نقش اليد والأرجل والمعصم والساعد، أما المتزوجات فكل واحدة تأتي وتطلب النقش الذي يحبه زوجها”.
وتقول إحدى المحترفات لفن النقش بالحناء والخضاب وتسمى “النقاشة”، “عندما تأتيني واحدة من زبائني أعرض عليها ألبوم صور النقش كي تختار ما تحبه ويوافق ذوقها، وبعد ذلك نتفق على الثمن، فلكل نوع من النقوش مقابله حسب الوقت المستغرق أيضا، ومهنتنا هذه تتطلب التركيز واستعمال الخيال”.
وتتفاوت درجة حرارة الألوان وتركيزها من نقشة إلى أخرى حسب المادة (الحناء أو الخضاب) واللون، من الأصفر والأحمر القاني إلى الأسود القاتم.
واتسعت دائرة الاهتمام بالنقش على الجسد من البلدان العربية إلى الأوروبيات اللاتي يزرن المناطق السياحية العربية، بل أصبح هذا الفن وسيلة دعائية وتسويقية مهمة لإثارة اهتمام وجذب السياح، ولفت الانتباه إلى ثقافة المرأة العربية في الزينة في المحافل والمعارض الدولية.
والنقش بالحناء من أكثر الأعمال رواجا لدى النساء في اليمن، خصوصا في أيام عيدي الفطر والأضحى وحفلات الزواج والمناسبات الاخرى لدى الشابات، ولأهميته فإن إحدى ليالي العرس اليمني يطلق عليها “ليلة الحناء”، لكن هناك تقاليد صارمة في الزينة على الجسد، إذ تفرض التقاليد شروطها في هذه الظاهرة، ومن ذلك حصر الزينة للفتيات الصغيرات في الأعياد والأفراح الأسرية على باطن الكف والساعد وأطراف القدم، وتعطي المرأة المتزوجة مساحة أكبر للزينة في حال كان زوجها مقيما مع عائلته، في حين أن غياب الزوج يجعل من زينة المرأة عيبا لا يجوز خرقه.
ويزداد انتشار الزينة والنقش بالحناء في المناطق الساحلية ذات المناخ الحار من محافظة حجة شمالا حتى الحديدة غربا وصولا إلى عدن جنوبا وحتى حضرموت والمهرة شرقا، ناهيك عن مناطق الجزر اليمنية على البحرين العربي والأحمر.
نورا عبدالعليم العبسي تخرجت قبل سنوات في كلية الهندسة، قسم العمارة، في جامعة ذمار (100 كم جنوبي صنعاء)، والتحقت بالعمل في شركة أهلية في مدينة الحديدة غربي البلاد، وعملت فيها قرابة ثلاثة أعوام، قبل أن يتوقف عمل الشركة كغيرها من الشركات اليمنية التي تأثرت كثيرا بسبب الحرب وقررت إغلاق أبوابها.
وعلى الرغم من هذه التأثيرات السلبية للحرب على حياة العبسي نفسيا وماديا، إلا أنها تقول “ظروف الحرب علمتني عدم الاستسلام للواقع البائس، بل جعلتني أقوم بتنمية هواياتي ومهاراتي وأستفيد منها وجعلت منها حرفة”.
وتضيف العبسي، التي تنحدر من منطقة محافظة تعز وسط البلاد، وتعيش حاليا في العاصمة صنعاء “لجأت إلى حرفة نقش الحناء بعد أن أغلقت الأبواب أمامي، ولم أحصل على عمل في مجال تخصصي، حتى وإن وجدت عملا، فدخله لن يفي بكامل احتياجاتي كوني مستقلة ماديا”.
وقد كان انتقال الشابة اليمنية نورا من الهندسة المعمارية إلى نقش الحناء بمساعدة بعض الأصدقاء، الذين كان لهم إسهام في إشهار عملها الجديد، وتشجيعها على خوض التجربة الجديدة.
تقول “ساعدني بعض أصدقائي في إشهار عملي الجديد، وقمت بتحضير بطاقات ورقية تعريفية بعملي الخاص بنقش الحناء، كتبت عليها رقم هاتفي، وقد ساعدوني في توزيعها، قبل أن أشترك في بزارات تراثية”.
وتتابع “إحدى صديقاتي اقترحت علي تكوين مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي ‘فيس بوك’ ونشطت في ذلك، وأشهرت بنفسي”.
وتقول العبسي أيضا، إنه مر عام كامل على بدئها في عملها الجديد “نقش الحناء”، الذي كانت تعمل فيه بشكل غير واسع، وقت دراستها الجامعية، قبل أن تقرر إيقافه بعد التخرج من الجامعة.
وأردفت بالقول “عادت لي الفكرة من جديد رغم أن العمل متعب جدا، وفي بلد باليمن لا يكون الدخل الذي يُحصل عليه من حرفة يدوية موازيا لقدر الجهد والتعب اللذين يبذلان فيه”، مشيرة إلى أن ثمة معاناة في هذه الحرفة، غير أنه لم يكن هناك حل لوضعها غير هذا المجال، سيما أنها أيضا تحب الرسم، قائلة “العمل بهذا المجال يمكن أن يطورني كثيرا”.
وتشير العبسي إلى أنها واجهت صعوبات كثيرة بسبب انتقالها لعمل “نقش الحناء” خصوصا كونها فتاة تعيش في مجتمع يؤمن بالتقاليد والأعراف، لكنها تتحسس طريقها في هذا الفن الذي يعتمد الدقة والخيال تماما كما الهندسة.
هندسة الحناء
كانت عجينة الحناء في القديم توضع في راحة اليد والأصابع دون الاهتمام بمظهرها الخارجي، كما أن بمقدور أي امرأة تحضير الحناء وتزيين نفسها وغيرها دون الحاجة لمهارة خاصة في ذلك، ولكل امرأة يمنية طريقتها الخاصة في الحناء، فهناك من يضفن لها زيت المحلبية لدى المزج ومنهن من يخلطنها بماء الشاي الأحمر، أي يغلين الشاي الأحمر ويصفين الماء جيدا ويستعملنه في مزج الحناء.
وتتميز الحناء اليمنية عن باقي الحناء في العالم العربي بجودتها وبقائها على بشرة اليدين أطول فترة ممكنة، وتلقى طلبا عربيا وعالميا، وقد لاقت إقبالا واسعا خاصة من المقبلات على الزواج، والراغبات في التميز ليلة الزفاف بنقوش من الحناء العربية الأصيلة غير المغشوشة.
الهندسة بالخضاب
ومن النساء من تضع ملعقة من مسحوق القهوة فوق الحناء قبل مزجها، ومنهن من يخلطن الحناء بماء مغلى الكركديه، وهناك من يضفن بعض البنزين عليها وكل هذا من أجل الحصول على لون داكن، والمحافظة على الرسومات والنقوشات لأطول وقت ممكن على اليدين أو الرجلين.
وأصبح النقش بالحناء في الوقت الحاضر حكرا على نساء وفتيات ماهرات في تحضيره واستخدامه بمهارة وإتقان ليظهر على شكل نقشات ورسومات جميلة.
تقول الخبيرة (هند 29 سنة)، إن النقش بالحناء انتقل من كونه عملا تقليديا داخل المنازل، وأصبح ضمن أعمال الزينة والتجميل التي تختص بها محلات الكوافير الخاصة بتجميل النساء أو لدى نساء يقمن بهذا العمل بجودة عالية ترضي أذواق الزبائن وبسرعة تناسب الإقبال المتزايد خاصة في المناسبات.
وتضيف أن هذه النقشات الجاهزة التي تنجز بسهولة وسرعة توفر على النساء الوقت والجهد ومشقة الذهاب إلى محلات الكوافير أو خبيرات النقش، وما يكلف ذلك من مقابل مادي.
ومن جهتها، تقول أم أمين ربة بيت، إنها تهتم بالنقش بالحناء بالطريقة الحديثة لكن بالاعتماد على نفسها، حيث تقوم بشراء مادة الحناء الجاهزة للنقش مع نوع خاص من الأوراق التي رسمت عليها أشكال جميلة مختلفة، ولا يقتصر قيامها بذلك على الأعياد والأعراس فقط.
وتقول أروى الموظفة في مؤسسة حكومية، إن العادات الاجتماعية المتوارثة في الكثير من المناطق اليمنية تحصر الزينة، ومنها النقش بالحناء للفتيات غير المتزوجات بباطن الكف دون ظاهره، لكن في مدن مثل عدن وصنعاء أصبحت الفتيات يقبلن على النقش في المناسبات وغير المناسبات أمام ظهور الوشم خاصة لدى النساء في أوروبا.
وتضيف أنها تخصص جزءا من وقتها فور بدء إجازة العيد للذهاب إلى صديقتها الماهرة في تصميم ونقش الحناء لترسم أشكالا بديعة تختارها من الإنترنت تتعلق بالوشم، لكنها تستعمل الخضاب أو الحناء.
الخضاب والخيال
تستخدم النساء في فن النقش على الجسد الخضاب أيضا، وهو عبارة عن مادة حجرية سوداء يتم تذويبها في ماء ساخن والتقاط عجينتها السائلة بواسطة إبرة أو قلم معدني، ومن ثم رسم أشكال فنية بديعة على الأيادي والسواعد والأرجل.
وكان النقش في الماضي عبارة عن نقاط ترسم بشكل دائري حول الأصابع، ونقاط متجاورة على ظاهر الكف تأخذ شكل شجرة تصل إلى منتصف الساعد فقط، إضافة إلى رسم نقاط على أصابع القدم وحول حافتها، ورسم زهرة على الجبين ونقاط حول الحاجبين وفي الخدين والرقبة بالنسبة إلى المتزوجات، أما بالنسبة إلى الفتيات العازبات فيكون النقش بالنسبة إليهن في الأصابع فقط.
الحرفية واستعمال الخيال في الرسم بالخضاب
وتطورت النقوش وتعدت اليد والقدم والمعصم والعنق لتشمل الساق كلها من الأصابع إلى أعلى الفخذ واليد إلى الكتف، وأصبحت النساء المتزوجات والعرائس ينقشن على الصدر وعلى مناطق مختلفة من الجسد.
وتقول زهرة (30 عاما) العاملة بفن النقش بالحناء والخضاب في بيتها وتذهب إلى البيوت بحسب الطلب، “إن النقش يكون عادة صغيرا ودقيقا متجاورا، ويوضع عادة على أطراف الأصابع واليد، وكذلك على أطراف أصابع القدم وعلى الرقبة، وإن رغبت المرأة في وضع نقش بسيط على الخد من جهة واحدة فلا مانع، فذلك يعد من علامات الجمال”.
وتقول الخبيرة هند “لا مجال لمقارنة النقش قديما وحديثا، فلم تعد النساء يلتزمن بالعادات والتقاليد القديمة في النقش،
حيث كانت هناك حدود لأماكن النقش ومساحاته بالنسبة إلى الفتاة العزباء والمرأة المتزوجة، وتفضل العازبات نقش اليد والأرجل والمعصم والساعد، أما المتزوجات فكل واحدة تأتي وتطلب النقش الذي يحبه زوجها”.
وتقول إحدى المحترفات لفن النقش بالحناء والخضاب وتسمى “النقاشة”، “عندما تأتيني واحدة من زبائني أعرض عليها ألبوم صور النقش كي تختار ما تحبه ويوافق ذوقها، وبعد ذلك نتفق على الثمن، فلكل نوع من النقوش مقابله حسب الوقت المستغرق أيضا، ومهنتنا هذه تتطلب التركيز واستعمال الخيال”.
وتتفاوت درجة حرارة الألوان وتركيزها من نقشة إلى أخرى حسب المادة (الحناء أو الخضاب) واللون، من الأصفر والأحمر القاني إلى الأسود القاتم.
واتسعت دائرة الاهتمام بالنقش على الجسد من البلدان العربية إلى الأوروبيات اللاتي يزرن المناطق السياحية العربية، بل أصبح هذا الفن وسيلة دعائية وتسويقية مهمة لإثارة اهتمام وجذب السياح، ولفت الانتباه إلى ثقافة المرأة العربية في الزينة في المحافل والمعارض الدولية.