طرح تقرير نشرته شبكة "بي بي سي" سؤالا حول الأحلام التي نراها يوميا، وعن مدى القدرة على اكتشاف حقيقتها.
وقال التقرير إنه "في هذه الأيام تتكون مجموعات جديدة مهتمة بتسجيل الأحلام، وتوجد عدة تطبيقات على الهواتف الذكية تقوم بذلك أيضا. لكن ما الذي يمكن أن تخبرنا به سجلات كهذه عن معنى الأحلام؟ ومن الذي قرر الشروع في جمع الأحلام أصلاً؟ اهتمامنا بالأحلام قديم -على الأرجح- قدم قدرتنا على تكوين الكلمات".
وأشار إلى أن الجهد الكبير الرئيسي لتسجيل هذه الأحلام، وجعلها في المتناول، تم خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.
وبين أن الأرشيف المنسي على نطاق واسع كان من ابتكار عالم النفس الأمريكي بيرت كابلان، وتم توثيق تركته حديثا في كتاب يسمى "قاعدة بيانات الأحلام: السعي المفقود لدليل الإنسانية"، لمؤلفته ريبيكا ليموف من جامعة هارفارد.
ولفت التقرير إلى مساهمة علماء الأنثروبولوجيا لسنوات طويلة في هذا المشروع، عن طريق إجراء مقابلات مع أناس من مختلف الثقافات القبلية حول العالم.
ويُحتفظ بهذه المقابلات في سجلات أرشيفية توجد في عدة أماكن على شكل بطاقات "مايكروكاردز"، وهي بطاقات يطبع عليها نصوص متناهية الصغر، بحيث تتسع البطاقة الواحدة لمئات الصفحات في بعض الحالات.
وتقوم أجهزة القراءة بتكبير الكلام وجعله مقروءا، لكن التكنولوجيا المعاصرة تفوقت على هذه الطريقة. اليوم بإمكاننا استخدام إمكانيات التخزين الهائلة لقواعد البيانات الرقمية، التي لا نحتاج فيها إلى تصغير النصوص، ولكن فقط إلى تحميلها.
وقد تنقلت ريبيكا ليموف من مكتبة إلى أخرى لمدة ثماني سنوات، لتطالع أجزاء من قاعدة بيانات الأحلام. في بعض الأحيان لم تلمس يد إنسان هذه التسجيلات منذ عشرات السنين، وفي إحدى الحالات قام الموظفون في إحدى المكتبات بإلقائها في سلة المهملات.
لكن عندما وصلت ليموف إلى التسجيلات التي تبحث عنها استطاعت أن تستعيد أحلاما لأنواع مختلفة من البشر.
ويروي التقري إحدى القصص، حيث يصف أحد السجلات هلوسة امرأة لبنانية كانت تعاني من التيفوئيد، وقد تخيلت هدية جميلة أخذها منها والدها مقابل جنيهات ذهب عثمانية.
وفي وقت لاحق، أُخذت هذه الجنيهات، ودُفعت دون إذن للطبيب. ومما قالته المرأة للباحث الذي أجرى معها المقابلة: "عندما استيقظت ولم أجد جنيهاتي الذهبية بدأت في الصراخ".
وكان هناك أيضا سكان جزر جنوب المحيط الهادي الذين حلموا بشخص منهم، وهو رجل أصيب بالجنون بعد وصول سلاح البحرية الأمريكي إلى المنطقة، وامرأة من الأمريكيين الأصليين حلمت بالتحليق فوق سحب سوداء، حيث واجهت أحد أقاربها فوق تلك السحب.
فهل هناك تفسير لمثل تلك الأحلام مع غرابتها؟ ولماذا تراودنا دون تدخل منا في ذلك؟
هل يمكن أن نصبح أكثر مهارة في تفسير الأحلام؟
هي فكرة جاء بها مكنمارا، وهو عالم في مجال علم النفس العصبي في كلية الطب بجامعة بوسطن، ويعمل مستشارا لـ"مجلس الأحلام". ويهتم مكنمارا بفوائد تحديد الأنماط في الأحلام، مثل الشخصيات والأشياء المرتبطة بالحلم، ومن ثم استخدام ذلك لبناء "شيفرة للأحلام"، كما يقول.
ويقول مكنمارا: "إذا تمكنا من تكوين ما يكفي من عناصر الحلم هذه فربما نصل لمعرفة ما إذا كان الحلم يعني شيئا أو لا".
وتعد طريقة تكوين قواعد معلومات أكثر متعلقة بالأحلام طريقة واعدة، كما يضيف. وفي الحقيقة، يبشر ذلك الأمر بأن انطلاقة كهذه، أو على الأقل بدايتها، يمكن أن تتحقق في المستقبل القريب.
لكن مكنمارا يريد أيضا أن يكون واضحا بشأن أن هذه الشيفرة لا توجد في الوقت الراهن، وهو واضح تماما في نفي تلك المزاعم المتعلقة بالقدرة على تفسير الأحلام.
ويضيف شارحا: "لا أقول إن الأحلام لا تعني شيئا، ولكن أقول إننا لا نعرف بعد ما إذا كانت تعني شيئا أم لا. العلم لا يدعم أي طريقة لتفسير الأحلام".
جزء من المشكلة فيما يتعلق بتحليل الأحلام هو أنه في الوقت الراهن ينبغي أن يعتمد الباحثون على الأوصاف التي يقدمها لهم الأشخاص الذين يشاهدون الأحلام، الأمر الذي يعني أنه لن يكون تحليلا دقيقا أو متكاملا.
وقال التقرير إنه "في هذه الأيام تتكون مجموعات جديدة مهتمة بتسجيل الأحلام، وتوجد عدة تطبيقات على الهواتف الذكية تقوم بذلك أيضا. لكن ما الذي يمكن أن تخبرنا به سجلات كهذه عن معنى الأحلام؟ ومن الذي قرر الشروع في جمع الأحلام أصلاً؟ اهتمامنا بالأحلام قديم -على الأرجح- قدم قدرتنا على تكوين الكلمات".
وأشار إلى أن الجهد الكبير الرئيسي لتسجيل هذه الأحلام، وجعلها في المتناول، تم خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها.
وبين أن الأرشيف المنسي على نطاق واسع كان من ابتكار عالم النفس الأمريكي بيرت كابلان، وتم توثيق تركته حديثا في كتاب يسمى "قاعدة بيانات الأحلام: السعي المفقود لدليل الإنسانية"، لمؤلفته ريبيكا ليموف من جامعة هارفارد.
ولفت التقرير إلى مساهمة علماء الأنثروبولوجيا لسنوات طويلة في هذا المشروع، عن طريق إجراء مقابلات مع أناس من مختلف الثقافات القبلية حول العالم.
ويُحتفظ بهذه المقابلات في سجلات أرشيفية توجد في عدة أماكن على شكل بطاقات "مايكروكاردز"، وهي بطاقات يطبع عليها نصوص متناهية الصغر، بحيث تتسع البطاقة الواحدة لمئات الصفحات في بعض الحالات.
وتقوم أجهزة القراءة بتكبير الكلام وجعله مقروءا، لكن التكنولوجيا المعاصرة تفوقت على هذه الطريقة. اليوم بإمكاننا استخدام إمكانيات التخزين الهائلة لقواعد البيانات الرقمية، التي لا نحتاج فيها إلى تصغير النصوص، ولكن فقط إلى تحميلها.
وقد تنقلت ريبيكا ليموف من مكتبة إلى أخرى لمدة ثماني سنوات، لتطالع أجزاء من قاعدة بيانات الأحلام. في بعض الأحيان لم تلمس يد إنسان هذه التسجيلات منذ عشرات السنين، وفي إحدى الحالات قام الموظفون في إحدى المكتبات بإلقائها في سلة المهملات.
لكن عندما وصلت ليموف إلى التسجيلات التي تبحث عنها استطاعت أن تستعيد أحلاما لأنواع مختلفة من البشر.
ويروي التقري إحدى القصص، حيث يصف أحد السجلات هلوسة امرأة لبنانية كانت تعاني من التيفوئيد، وقد تخيلت هدية جميلة أخذها منها والدها مقابل جنيهات ذهب عثمانية.
وفي وقت لاحق، أُخذت هذه الجنيهات، ودُفعت دون إذن للطبيب. ومما قالته المرأة للباحث الذي أجرى معها المقابلة: "عندما استيقظت ولم أجد جنيهاتي الذهبية بدأت في الصراخ".
وكان هناك أيضا سكان جزر جنوب المحيط الهادي الذين حلموا بشخص منهم، وهو رجل أصيب بالجنون بعد وصول سلاح البحرية الأمريكي إلى المنطقة، وامرأة من الأمريكيين الأصليين حلمت بالتحليق فوق سحب سوداء، حيث واجهت أحد أقاربها فوق تلك السحب.
فهل هناك تفسير لمثل تلك الأحلام مع غرابتها؟ ولماذا تراودنا دون تدخل منا في ذلك؟
هل يمكن أن نصبح أكثر مهارة في تفسير الأحلام؟
هي فكرة جاء بها مكنمارا، وهو عالم في مجال علم النفس العصبي في كلية الطب بجامعة بوسطن، ويعمل مستشارا لـ"مجلس الأحلام". ويهتم مكنمارا بفوائد تحديد الأنماط في الأحلام، مثل الشخصيات والأشياء المرتبطة بالحلم، ومن ثم استخدام ذلك لبناء "شيفرة للأحلام"، كما يقول.
ويقول مكنمارا: "إذا تمكنا من تكوين ما يكفي من عناصر الحلم هذه فربما نصل لمعرفة ما إذا كان الحلم يعني شيئا أو لا".
وتعد طريقة تكوين قواعد معلومات أكثر متعلقة بالأحلام طريقة واعدة، كما يضيف. وفي الحقيقة، يبشر ذلك الأمر بأن انطلاقة كهذه، أو على الأقل بدايتها، يمكن أن تتحقق في المستقبل القريب.
لكن مكنمارا يريد أيضا أن يكون واضحا بشأن أن هذه الشيفرة لا توجد في الوقت الراهن، وهو واضح تماما في نفي تلك المزاعم المتعلقة بالقدرة على تفسير الأحلام.
ويضيف شارحا: "لا أقول إن الأحلام لا تعني شيئا، ولكن أقول إننا لا نعرف بعد ما إذا كانت تعني شيئا أم لا. العلم لا يدعم أي طريقة لتفسير الأحلام".
جزء من المشكلة فيما يتعلق بتحليل الأحلام هو أنه في الوقت الراهن ينبغي أن يعتمد الباحثون على الأوصاف التي يقدمها لهم الأشخاص الذين يشاهدون الأحلام، الأمر الذي يعني أنه لن يكون تحليلا دقيقا أو متكاملا.