بقي موقع "العربية نت" يتأرجح بين الحجب حيناً وعرقلة الفتح حيناً آخر في سوريا، منذ أن بدأ الموقع في نشر إيميلات الرئيس السوري وزوجته، وتم التشويش على قناة "العربية الحدث" منذ أن تم الإعلان عن نية القناة في البدء بنشر محتويات تلك الإيميلات.
وما إن نشر الجزء الأول من تلك الإيميلات حتى سادت حالة من الهرج والمرج في الشارع السوري، وانقسم بين مصدق ومكذب لتلك المعلومات، ليدخل الاثنان بحالة من الذهول التام.
الشارع غاضب
الإيميلات الخاصة بالرئيس وزوجته خلقت جواً عارماً من الغضب الشديد، فقد ساد شعور طاغٍ بأن "من يحكم سوريا ما هم إلا بضع نساء لم يسمع بهن أحد من الشعب المحكوم"، بحسب ما قال رامي "طالب جامعي"، ليتابع: "كلنا يعرف ويدرك أن بشار الأسد استخدم كل قوته وقوة جيشه في قتلنا، ولكن أن يتلقى أوامره من لونا الشبل أو شهرزاد الجعفري، فهو ما لم يخطر ببالنا، وما لا نستطيع هضمه إلى الآن".
سوريا محكومة من النساء
اختلف الشارع السوري المتناقض في تفسير وتحليل تلك الإيميلات واختلفت ردة الفعل حولها، إذ سارع الموالون إلى تكذيب تلك المعلومات، والتأكيد على أن قناة العربية لا مصداقية لها بالشارع السوري.
بينما ساد شعور من السخرية والاستفزاز لدى الشارع المعارض، لتتحول أي جلسة قد تجمع بين مؤيدين ومعارضين إلى شجار حاد، ينتهي غالباً بهزيمة المعارض هزيمة نكراء إما عن طريق سحبه إلى أحد الفروع الأمنية، أو باضطراره للاستسلام والسكوت وعدم الدفاع عن رأيه بسبب خوفه من القتل أو الاعتقال.
ربما يكون أكثر ما استفز مشاعر السوريين هو شعورهم بأن عنصراً نسائياً يتحكم بمجريات الأمور، إذ إنهم (أي السوريين) علاوة على عدم اعتيادهم على تدخل العنصر النسائي بقيادة البلد، فإن ظهور الرئيس بصورة المستهتر والمتلاعب بمصير بلده جعل من مطالبي الحرية يشعرون بإهانة مضاعفة.
انقسام بين السخرية والدفاع
في واحدة من مقاهي دمشق "الروضة" تصادف جلوس معارضين وموالين على طاولتين متقاربتين، ولعل الاستماع للنقاش الدائر "كل على حدة" يدخل المستمع في حالة من الضحك، تنتهي بشعور الحسرة على سوريا التي تطلب الحرية.
معارضون.. سخرية ونكران
لأكثر من ساعة لم ينتبه الشباب الثلاثة الذين بدأوا بتخيلون حكايات مبنية على المعلومات المنشورة من إيميلات بشار الأسد وزوجته، فمنهم من قال: "بدو يشوف حياتو الزلمة"، ليرد آخر بغضب شديد يدل على عدم قدرته على تفهم سخرية صديقه "يشوف حياتو بعيد عننا، نحن نموت وهو مشغول بقصصه الغرامية وخلاعاته"، بينما تدخل الثالث بجدية قائلاً: "أستطيع أن أتفهم أن يراسل بشار الأسد لونا الشبل وشهرزاد وحتى هديل، أما أن تنشغل زوجته بالتسوق وصرف أموال طائلة على كماليات وسخافات، بينما الشعب السوري يموت من الرصاص والجوع ونقص الأدوية، فهو ما لا يجب أن نسامح به".
واتفق الثلاثة على صدمتهم الكبيرة بما تكشف من تفاصيل تجعلهم يصلون لنتيجة واحدة وهي "الرئيس شخص غير متوازن ومنفصل عن الواقع وهذه هي مصيبة الشعب السوري".
الموالون.. كله كذب
وعلى الجانب المقابل تحلق مجموعة من الشباب والبنات الموالين، غالبيتهم ينكر حقيقة الإيميلات.
وكان أحدهم يتحدث بثقة مطلقة ليبدو أنه قائد المجموعة أو الشاب الأكثر تأثيراً عليهم: "هذه الإيميلات مزروة تماماً، وعلينا أن ننكرها وندعي عدم وجودها أصلاً، وكلنا يعرف أن "العربية الحدث" قناة غير موثوقة بالنسبة للشارع السوري، وهي منذ بدء الأزمة تبث أخباراً كاذبة".
وتدخلت فتاة قائلة: "لما لا يصدر نفي رسمي من القيادة لدينا، إن موضوع الإيميلات وضعنا في موقف حرج"، ويتصدى شاب ثالث للرد عليها: "الرد الرسمي يعني إثبات الموضوع، من الأفضل تجاهله، ونحن مع الأسد للأبد سواء كانت الإيميلات صحيحة أو مزورة"، وهو ما وافق عليه الجميع بابتسامة رضى عن النفس وعن الرئيس الأبدي بالنسبة لهم.
من السرية للعلنية
لم يعتد السوريون على تداول أسماء أو شخصيات نسائية قريبة للنظام الحاكم، ولعل الرئيس السابق حافظ الأسد استطاع الحفاظ على سرية الحياة الخاصة به وببيته طوال فترة حكمه التي امتدت حوالي الثلاثين عاماً.
ولكن مع وصول ابنه بشار الأسد إلى منصب رئيس الجمهورية واعتماده على نظرية "الرئيس الشاب" فقد ظهرت زوجته ذات الثقافة الغربية "بريطانية" كسيدة مجتمع ونالت لقب "السيدة الأولى"، وإن لم يكن بشكل رسمي بسبب وجود حماتها على قيد الحياة.
إلا أن ظهور النساء المستشارات جعل المجتمع يدخل في حالة من الحنق الشديد، ولم تنجُ أسماء الأسد وعائلتها من سخرية وغضب الشارع، إذ إن الناس صدمت بقدرة زوجة الرئيس على التعامل مع مصير سوريا والدم النازف منها ببساطة لا يمكن تفسيرها.
سوريا تغلي بعد الإيميلات، حقائق ظهرت أشاعت شعوراً عاماً لدى معارضي النظام والخارجين بمظاهرات ضده بأن الحرية آتية مع رئيس ترك زمام أموره لمجموعة نساء.
وما إن نشر الجزء الأول من تلك الإيميلات حتى سادت حالة من الهرج والمرج في الشارع السوري، وانقسم بين مصدق ومكذب لتلك المعلومات، ليدخل الاثنان بحالة من الذهول التام.
الشارع غاضب
الإيميلات الخاصة بالرئيس وزوجته خلقت جواً عارماً من الغضب الشديد، فقد ساد شعور طاغٍ بأن "من يحكم سوريا ما هم إلا بضع نساء لم يسمع بهن أحد من الشعب المحكوم"، بحسب ما قال رامي "طالب جامعي"، ليتابع: "كلنا يعرف ويدرك أن بشار الأسد استخدم كل قوته وقوة جيشه في قتلنا، ولكن أن يتلقى أوامره من لونا الشبل أو شهرزاد الجعفري، فهو ما لم يخطر ببالنا، وما لا نستطيع هضمه إلى الآن".
سوريا محكومة من النساء
اختلف الشارع السوري المتناقض في تفسير وتحليل تلك الإيميلات واختلفت ردة الفعل حولها، إذ سارع الموالون إلى تكذيب تلك المعلومات، والتأكيد على أن قناة العربية لا مصداقية لها بالشارع السوري.
بينما ساد شعور من السخرية والاستفزاز لدى الشارع المعارض، لتتحول أي جلسة قد تجمع بين مؤيدين ومعارضين إلى شجار حاد، ينتهي غالباً بهزيمة المعارض هزيمة نكراء إما عن طريق سحبه إلى أحد الفروع الأمنية، أو باضطراره للاستسلام والسكوت وعدم الدفاع عن رأيه بسبب خوفه من القتل أو الاعتقال.
ربما يكون أكثر ما استفز مشاعر السوريين هو شعورهم بأن عنصراً نسائياً يتحكم بمجريات الأمور، إذ إنهم (أي السوريين) علاوة على عدم اعتيادهم على تدخل العنصر النسائي بقيادة البلد، فإن ظهور الرئيس بصورة المستهتر والمتلاعب بمصير بلده جعل من مطالبي الحرية يشعرون بإهانة مضاعفة.
انقسام بين السخرية والدفاع
في واحدة من مقاهي دمشق "الروضة" تصادف جلوس معارضين وموالين على طاولتين متقاربتين، ولعل الاستماع للنقاش الدائر "كل على حدة" يدخل المستمع في حالة من الضحك، تنتهي بشعور الحسرة على سوريا التي تطلب الحرية.
معارضون.. سخرية ونكران
لأكثر من ساعة لم ينتبه الشباب الثلاثة الذين بدأوا بتخيلون حكايات مبنية على المعلومات المنشورة من إيميلات بشار الأسد وزوجته، فمنهم من قال: "بدو يشوف حياتو الزلمة"، ليرد آخر بغضب شديد يدل على عدم قدرته على تفهم سخرية صديقه "يشوف حياتو بعيد عننا، نحن نموت وهو مشغول بقصصه الغرامية وخلاعاته"، بينما تدخل الثالث بجدية قائلاً: "أستطيع أن أتفهم أن يراسل بشار الأسد لونا الشبل وشهرزاد وحتى هديل، أما أن تنشغل زوجته بالتسوق وصرف أموال طائلة على كماليات وسخافات، بينما الشعب السوري يموت من الرصاص والجوع ونقص الأدوية، فهو ما لا يجب أن نسامح به".
واتفق الثلاثة على صدمتهم الكبيرة بما تكشف من تفاصيل تجعلهم يصلون لنتيجة واحدة وهي "الرئيس شخص غير متوازن ومنفصل عن الواقع وهذه هي مصيبة الشعب السوري".
الموالون.. كله كذب
وعلى الجانب المقابل تحلق مجموعة من الشباب والبنات الموالين، غالبيتهم ينكر حقيقة الإيميلات.
وكان أحدهم يتحدث بثقة مطلقة ليبدو أنه قائد المجموعة أو الشاب الأكثر تأثيراً عليهم: "هذه الإيميلات مزروة تماماً، وعلينا أن ننكرها وندعي عدم وجودها أصلاً، وكلنا يعرف أن "العربية الحدث" قناة غير موثوقة بالنسبة للشارع السوري، وهي منذ بدء الأزمة تبث أخباراً كاذبة".
وتدخلت فتاة قائلة: "لما لا يصدر نفي رسمي من القيادة لدينا، إن موضوع الإيميلات وضعنا في موقف حرج"، ويتصدى شاب ثالث للرد عليها: "الرد الرسمي يعني إثبات الموضوع، من الأفضل تجاهله، ونحن مع الأسد للأبد سواء كانت الإيميلات صحيحة أو مزورة"، وهو ما وافق عليه الجميع بابتسامة رضى عن النفس وعن الرئيس الأبدي بالنسبة لهم.
من السرية للعلنية
لم يعتد السوريون على تداول أسماء أو شخصيات نسائية قريبة للنظام الحاكم، ولعل الرئيس السابق حافظ الأسد استطاع الحفاظ على سرية الحياة الخاصة به وببيته طوال فترة حكمه التي امتدت حوالي الثلاثين عاماً.
ولكن مع وصول ابنه بشار الأسد إلى منصب رئيس الجمهورية واعتماده على نظرية "الرئيس الشاب" فقد ظهرت زوجته ذات الثقافة الغربية "بريطانية" كسيدة مجتمع ونالت لقب "السيدة الأولى"، وإن لم يكن بشكل رسمي بسبب وجود حماتها على قيد الحياة.
إلا أن ظهور النساء المستشارات جعل المجتمع يدخل في حالة من الحنق الشديد، ولم تنجُ أسماء الأسد وعائلتها من سخرية وغضب الشارع، إذ إن الناس صدمت بقدرة زوجة الرئيس على التعامل مع مصير سوريا والدم النازف منها ببساطة لا يمكن تفسيرها.
سوريا تغلي بعد الإيميلات، حقائق ظهرت أشاعت شعوراً عاماً لدى معارضي النظام والخارجين بمظاهرات ضده بأن الحرية آتية مع رئيس ترك زمام أموره لمجموعة نساء.