يمن برس - خاص - تقرير : محمود السيد
أكدت مصادر محلية في محافظة صعدة – شمال اليمن - أن الآلاف من سكان المحافظة نزحوا من منازلهم خلال الأيام الماضية بعد أن أشتدت الإشتباكات بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي .
القوات الحكومية بدأت شن الحرب ضد الحوثييـن قبل عامين بسبب ترديد الحوثيـين لشعارات معادية لأمريكا وإسرائيل في المساجد مفادها " الموت لأمريكا .. الموت لإسرائيل "
وكانت قد توقفت وأعلن الرئيس صالح عن تعويض للحوثيين والإفراج عن المعتقلين من السجون ولكن الحرب اندلعت مؤخراً بتهمة أن الحوثيين قاموا بطرد اليهود من صعدة وهو ما اقره عبد الملك الحوثي القائد الميداني للحوثييـن في حديث لقناة الجزيرة حيث قال "هؤلاء اليهود لديهم مشاكل مع سكان المنطقة الذين طالما اشتكوا منهم. فسكان المنطقة طالبوا بطرد اليهود لأنهم يتدخلون في الشؤون المحلية وبسبب فسادهم الاخلاقي".
يقول المراقبون أن أتباع الحوثي يتمتعون بإيمان قوي في زعيمهم الحالي عبد الملك الحوثي
بينما الحكومة تتهم الحوثيين بانشاء جماعة مسلحة واقامة مراكز دينية دون الحصول على ترخيص من الدولة. وتتهمه الحكومة اليمنية ايضا بالتحريض على العنف ضد الولايات المتحدة.
هشام حسن – ناطق باسم اللجنةِ الدوليةِ للصليب الأحمرِ- قال في تصريحات صحفية الاثنين الماضي بأنّ منظمته قامت بتوزيع مساعدات لـ 1000 عائلـة نازحة ويتوقع أن كل عائلة تتكون ثمانية أشخاص .
هذه العائلات هربت إلى المناطق الأكثر أماناً في أماكن في نفس محافظة صعدة بعيدة عن مراكز القتال بينما نزح البعض إلى أقاربهم في محافظات أخرى .
وأضاف حسن " أن الصليب الأحمر بمساعدة الهلال الأحمر اليمني قاما بتوزيع 282 خيمة للعوائل النازحة بين 6 فبراير و 6 مارس 2007م .
كما زودت المنظمتان النازحين بحوالي 7000 فرش وأكثر من 2000 جالون من الماء الصالح للشرب والمواد الأخرى كالصابون والأغطية الباستيكية .
وقال حسن أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قامت بتزويد النازحين بأجهزة طبية اساسية ووسائل صحة مختلفة وعالجت عدة أشخاص جرحوا في القتال بالإضافة إلى علاج العديد من المرضى المدنيين .
* يوجد في محافظة صعدة سبعة مستشفيات مع حوالي 650 عامل صحي ، لكن المسئولين قالوا هذا غير كافي للتعامل مع عدد الحالات من المصابين والجرحى نتيجـة لنقص في المتخصصين . وعادة ما يتم إرسال المصابين بإصابة خطرة وذوي الحالات السيئة إلى المستشفيات في العاصمة صنعاء ، أو إلى مستشفى السلام في صعدة وهو يعمل بتمويل سعودي .
اللجنة الدولية للصليب الأحمر قالت أن نشاطها أصبح صعباً للغاية بسبب عدم الأمان في المنطقة خصوصاً بعد أن بدأت سلطات الأمن إستحداث نقاط تفتيش في كافة أنحاء المنطقة يمنع الناس من الدخول والخروج من صعدة كما تم قطع الإتصالات .
* اثباع الحوثي يستخدمون دروع بشرية :
الحكومة اليمنية تقول بأن قواتها شدت قبضتها على الحوثييـن التي تحارب في الجبال وأشبه ما تكون بحرب العصابات ليلاً ، وأضافت أن الحوثييـن يستخدمون المواطنيين كدروع بشرية في معركتهم ضد القوات الحكومية وهو الأمر الذي يجعل الحكومة تتعامل بحذر شديد في عملية قصف مواقع الحوثيين خوفاً على حياة المواطنين الأبرياء .
السكان في صعدة يقولون أن القوات الحكومية تستعمل المدفعية ومروحيات ثقيلة بالإضافة إلى الطائرات الأخرى لقصف المناطق الجبلية التي يعتقد أن اتباع الحوثي يتمركزون فيها ولجأوا إليها وبدا الوصول إليها صعباً .
خلال الحرب الأخيرة التي اندلعت قبل أسابيع تؤكد المصادر أن 250 على الاقل من أتباع الحوثي و105 من القوات الحكومية قتلوا .
وكان القتال بين القوات الحكومية وأتباع الحوثي أندلع في صعدة في العام 2004م وتجددت الإشتباكات العنيفة على مراحل خلال السنوات الثلاث الماضية وخلفت الحرب أكثر من 700 قتيل من القوات الحكومية وجرح حوالي 5.300 جندي .
واندلعت المواجهات الأخيرة قبل اسابيع بعد أن هدد اتباع الحوثي عدد من الطائفة اليهودية بالنزوح وأعطوهم فرصة ليتركوا المنطقة حددها الحوثيين بـ 10 أيام .
في 29 يناير/كانون الثّاني، طالب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح من الحوثييـن إلْقاء أسلحتِهم، والعودة لممارسة حياتهم الطبيعية كمواطنين آمنين وحذر حينها من أن الحكومة بريئة لإستمرار القتال لكن الحوثيين لم يستجيبوا للدعوة ، و في 17 فبراير/شباطِ، وجه صالح السلطات المحلية في صعدة بإتخاذ كل الإجراءات الضرورية لإنهاء التمرد .
في فبراير الماضي اشتد القتال وحدثت مواجهات عنيفة بعد أن خول البرلمان الحكومة بإستعمال كل قوته لإخماد التمرد ، ومنذ ذلك الحين أرسلت قوات أخرى مساندة إلى المنطقة ، وعملت الحكومة اليمنية على حث رجال الدين وخطباء المساجد بالترويج ضد الحوثيين وخطرهم .
يشار إلى الرئيس صالح اعلن الاثنين الماضي عن استحالة إجراء أي حوار مع الحوثيين بعد كل الجهود التي بذلت لإقناعهم لإنهاء القتال – حسب قوله .
وما زالت رحى الحرب دائرة ولم تتوقف بعد ولم تظهر أي تحركات لإحتواء النزاع ، فيما أعلنت منظمتان يمنيتان مؤخراً عن إقامة حلقة نقاش غدا الأحد حول إمكانية حل النزاع تحت شعار " معاً ضد الحرب " ودعت منظمة هود ومنتدى الإعلاميات اليمنيات الأطراف السياسية في هذه الحرب ومنظمات المجتمع المدني و الأحزاب السياسية والمنظمات الدولية وسفارات الدول الشقيقة والصديقة للمشاركة في أعمال حلقة النقاش .
اخترنا لكم
آخر تحديث
السبت,23 نوفمبر 2024
الساعة 02:36
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2074.00 | 2061.50 | |
ريال سعودي | 542.00 | 540.00 |