لم يكن يدرك جاك دروسي، صاحب منصة "تويتر"، أن تبنّيه لفكرة "الوسم" أي "الهاشتاغ" التي عرضها عليه كريس ميسينا عام 2007، ستنقذه ومنصته من الملل والفوضى العارمة التي عانى منها المستخدمون منذ انطلاقها. فغدا "الوسم" بعد أشهر قليلة، اللغة الجامعة والمشتركة بين مختلف رواد مواقع التواصل الاجتماعي.
تاريخياً
أول وسم أطلقه تويتر في الثالث والعشرين من آب/أغسطس 2007، وهو "barcamp#" ليتحدث عن حريق "سان دييغو"، الأمر الذي لاقى رواجاً واهتماماً مذهلاً بين المغردين. بعد ذلك قرر الموقع تطوير عمل "الوسم"، فقام بابتكار خانة خاصة بكل دولة باسم "الوسم الأكثر انتشاراً"، إلى جانب البحث في "الوسم" بطريقة سهلة عن الصور والتغريدات والفيديوهات والأخبار، وغيرها.
وما هي إلاّ أشهر قليلة، حتى تحوّل رمز المربع "#" الاعتيادي في لوحات المفاتيح إلى ظاهرة عصرية جعلته توقيعاً وإمضاء مشتركاً في غالبية التغريدات. وغدا أداة أساسية في غالبية مواقع التواصل الاجتماعي أهمها: "تويتر، غوغل بلاس، انستاغرام، وفيسبوك". وله أهداف عديدة منها: إيصال التغريدة أو المنشور إلى فئة كبيرة من الناشطين، أرشفة رقمية وفلترة وحصر المنشورات والمواضيع ذات العلاقة بموضوع معيّن وبمكان محدد يمكن الوصول إليه بعملية بحث بسيطة، وجمع الناشطين الذين يتشاركون ويتناقشون بأي هدف أو فكرة في عالم واحد برغم تباعد المسافات.
حروب إلكترونية
عاماً بعد عام، أصبح لاستعمال "الوسم" أوجه عدة لدى المستخدمين وخاصة في عالمنا العربي، وذلك نتيجة الشرخ السياسي والطائفي والاقتصادي التي تعيشه المنطقة، حيث تختلف وجهة استخدامه بين ناشط وآخر، فمنهم من يعتبر أن الوسم وسيلة لإنشاء حروب افتراضية خلف الشاشات، وقد حصل ذلك في العديد من الدول العربية. ومنها ما حصل عند انتشار الأخبار والصور عن الأهالي والأطفال الذين يموتون جوعاً في بلدة مضايا السورية المحاصرة من قبل حزب الله والنظام السوري، حيث رحّب ودعا مناصرو "حزب الله" اللبناني عبر وسم "#متضامن_مع_حصار_مضايا" إلى إحراق مضايا والبلدات السورية الأخرى، ليرد معارضو الحصار بوسم "#حزب_الله_يقتل_مضايا_جوعا"، لحث المجتمع الدولي للتدخل وفك الحصار.
اقرأ أيضاً: #حزب_الله_يقتل_مضايا_جوعا: إبادة تحت أنظار العالم
كما يعتبر البعض الآخر، أن "الوسم" هو وسيلة لنشر المعلومات والتقارير الإخبارية المتعلقة بموضوعه، أو للتعبير عن مشاعرهم على سبيل المثال وسم "#اشتقت_لك_كثيرا #زهقان_من_حالي". كما باتت كلمة "هاشتاغ" خاتمة لأي مزحة خفيفة أو نكتة سريعة، الذي اشتهر فيها مزين الشعر "فيفو" على الشبكات الاجتماعية حين بدأ بإطلاق فيديوهات تحمل أمثالاً شعبية تختم