الرئيسية / تقارير وحوارات / تقسيم اليمن..إطالة للحرب وتغلل إيراني جديد في المنطقة (تحليل)
تقسيم اليمن..إطالة للحرب وتغلل إيراني جديد في المنطقة (تحليل)

تقسيم اليمن..إطالة للحرب وتغلل إيراني جديد في المنطقة (تحليل)

09 ديسمبر 2015 05:30 مساء (يمن برس)
أثارت تعيينات الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الأخيرة والتي شملت تعيين محافظ جديد للعاصمة المؤقتة عدن، ومديرا لأمنها، وهما قياديان بارزان في الحراك الجنوبي، المطالب بالانفصال، (انفصال جنوب اليمن عن شماله) مخاوف عدد من المراقبين والسياسيين، للشأن اليمني، والذين حذروا من أن تخدم التعيينات الأخيرة فكرة التقسيم.
 
ويحذر مراقبون، من مدى إمكانية حصول الانفصال، خاصة في ظل معلومات تتحدث عن دعم دولة في التحالف العربي هذا الاتجاه، الذي إن حدث، سيجعل من اليمن بوابة واسعة لتغلغل إيران مجددا في اليمن والمنطقة العربية بشكل عام.
 
يقول رئيس مركز الجزيرة العربية للدراسات والبحوث، أنور الخضري، "من الطبيعي أن يظل هاجس الانفصال حاضرا لدى المراقبين اليمنيين، خاصة بعد الفظائع التي ارتكبتها المليشيات المسلحة، التابعة لصالح والحوثيين في الجنوب، إضافة إلى سعي بعض الأطراف لإفشال أي جهد يمكن أن يؤدي إلى تعافي اليمن وعودتها إلى وضعها الطبيعي".
 
وأضاف الخضري في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن أطرافا في التحالف دعمت انقلاب السيسي في مصر، وتمرد حفتر في ليبيا، في السابق، تمارس حاليا ضغوطا بدعم غربي يتناغم مع الانفصال".
 
وتابع" التعيينات الأخيرة التي أصدرها هادي، بدون شك تشكل مكسبا لتيار الانفصال"، مشيرا إلى أن "عضوا في التحالف العربي، يهدف إلى إضعاف اليمن عموما، وإنهاك القوى الإسلامية، وتمكين قوى اليسار العلماني أو القوى الطائفية المعادية للدين".
 
من جهته قال المحلل السياسي اليمني، حسين الصوفي، "أن المناخ في اليمن غير مهيأ البتة للتجزئة، حيث نعيش الآن مرحلة تجميع القوى والقدرات العربية في مواجهة الهجمة الأخطر على الأمة في التاريخ"، مشيرا إلى أن "بعض الأطراف التي تسعى لدعم انفصال الجنوب، لا تمتلك رؤية لدعمه كدولة، بل تحرض على تيار واسع وركن ركين في المجتمع وعصب الحياة السياسية".
 
وأضاف الصوفي في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن ما حدث في اليمن، انقلاب على الدولة والمجتمع، كاد هذا الانقلاب أن يكتمل، ونجاحه لم يكن ليشكل خطرا على اليمن فحسب، بل كان يمثل الحلقة الأخيرة في الطوق الفارسي على الخليج، وهذا ما يفسر الخطوة الأكثر جرأة في تاريخ العرب المتمثلة بـ"عاصفة الحزم".
 
وتابع "المعركة الحقيقية في اليمن هي ضد الانقلاب، وقادة الخليج يدركون هذه الحقيقة، لكن ما يجري للأسف الشديد أن بعض القيادات العربية لا تزال تنطلق من خطة 2012، التي اختزلت الربيع العربي في كيان الإخوان المسلمين تنفيذا لأجندة استعمارية"، مستدركا "وهذا تغير اليوم".
 
بدوره قال الصحفي اليمني معين السلامي "أن أي دعم للانفصال في جنوب اليمن، سيعمل على تعميق الأزمة باليمن، وسيطيل أمد الحرب والصراعات، وليس من مصلحة دول الخليج بشكل عام دعم الانفصال،"، مشيرا إلى أن "المصلحة الحقيقية للأشقاء في دول الخليج، تكمن في دعم ومساندة اليمنيين لإيجاد دولة مستقرة وقوية، تكون سندا للخليج وليس عبئا عليه".
 
وأضاف السلامي في تصريح لـ"الإسلام اليوم" أن التعيينات الأخيرة للرئيس هادي، تأتي في إطار استيعاب ما أسماه بـ"جناح الصقور" في الحراك الجنوبي، و"في إطار مصالحه جنوبية جنوبية، وإشراك واستيعاب جميع مكونات ومناطق الجنوب".
 
وقال "يبدو أن مسألة الانفصال بعيدة، حيث أن هناك عدة أسباب داخلية، تحول دون تحقيقه، من أهمها تمسك الغالبية من أبناء الجنوب بالوحدة اليمنية"، لافتا إلى أن "مطالبهم تصب في خانة تحقيق شراكة حقيقية في السلطة والثروة والقضاء على الفساد وإيجاد تنمية حقيقية في البلد".
 
وكان المفكر السياسي الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي، قد أبدى استغربه من تعيين الزبيدي مغرداً عبر "تويتر": "عيدروس الزبيدي الذي عينه هادي محافظا جديدا لعدن، رجل محسوب على إيران، وله علاقات قويه مع الحوثي"، متسائلاً عن سر التعيين ودلالته؟.
 
وقال النفيسي في سلسة تغريدات "إيران والطرف يدعمان فكرة تقسيم اليمن من جديد، ويدعمان كل القوى التي تنادي بالتقسيم"، وكلمة "الطرف"، يقصد بها أحدى الدول العربية، حيث أوضح "النفيسي" سابقا أنه لا يذكرها بالاسم تجنبا للمساءلة من قبل القضاء الكويتي.
 
وعبر المفكر الكويتي عن تخوفه من مخططات طهران في المنطقة محذراً: "تقسيم اليمن بوابة واسعه لتغلغل إيران من جديد في اليمن والجزيرة العربية، والتعيينات الأخيرة تخدم فكرة التقسيم للأسف".
 
وغرد الكاتب السعودي جمال خاشقجي، قائلا" أن انفصال جنوب اليمن عن شماله، حاصل في الغالب، ولكن الدفع نحوه الآن يدمر قضية اليمن الكبرى، ومصالح المملكة العربية السعودية، في يمن مستقر و مستقل وحر من نفوذ إيران وتدخلاتها.
 
مضيفا " كثير وليس الكل، من المعرفات الجنوبية والتي تدعو للانفصال وتهاجم الشماليين غير حقيقية، وإنما خلية إليكترونية تقوم بوظيفة محددة.
شارك الخبر