الرئيسية / تقارير وحوارات / "تشابالا" يعصف بالبنية التحتية لليمن
"تشابالا" يعصف بالبنية التحتية لليمن

"تشابالا" يعصف بالبنية التحتية لليمن

05 نوفمبر 2015 06:23 صباحا (يمن برس)
أدى إعصار "تشابالا" الذي ضرب المحافظات الجنوبية والشرقية لليمن، إلى تدمير ما تبقى من البنية التحتية المتهالكة، حيث دمر شبكة الطرقات الرئيسية والكهرباء وأبراج الاتصالات.
 
وأكدت مصادر حكومية وأخرى محلية لـ"العربي الجديد"، أن الإعصار أدى إلى جرف الأراضي الزراعية في محافظات سقطرى والمهرة وحضرموت، جنوب شرق اليمن، وهي المحافظات التي كانت بعيدة إلى حد ما عن الحرب الدائرة في البلاد.
 
وبحسب المصادر، أدى الإعصار إلى إغراق مساحات من الشواطئ وإلى تدمير مرافئ الصيد، ما أدى إلى توقف أعمال الصيد منذ السبت الماضي.
 
وضرب الإعصار سواحل اليمن الشرقية على بحر العرب مصحوبا برياح عاتية وهطول أمطار غزيرة على بلدات محافظات حضرموت، المهرة، شبوة، وسط انقطاع للتيار الكهربائي، وموجة نزوح كبيرة. 
 
وأبدت منظمات دولية، أول أمس، قلقها من تأثيرات إعصار تشابالا على البنية التحتية في اليمن، فيما حذر برنامج الأغذية العالمي من مجاعة وشيكة بسبب استمرار الحرب في البلاد منذ 7 أشهر. وقالت المتحدثة باسم المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، كلير نوليس، في مؤتمر صحافي بجنيف، "هناك تقارير مختلفة تفيد بأن اليمن قد يتلقى ما يعادل ستة أو عشرة أعوام من الأمطار. من الصعب للغاية تحديد كمية ذلك. ولكن النقطة الرئيسية هي أن اليمن منطقة قاحلة للغاية، ولا يمتلك البنية الأساسية للتكيّف مع هذا الوضع، لذا نتوقع أن يخلّف هذا الإعصار آثارا كبيرة على اليمن". 
 
وأشارت نوليس إلى عدم وجود خدمة جيدة للأرصاد الجوية في اليمن أو شبكة متابعة، وقالت إن ذلك سيجعل تحديد كميات الأمطار المتوقعة أو التي هطلت بالفعل أمرا صعبا، وتوقعت أن تكون الآثار الناجمة عن الإعصار في البلاد حادة للغاية.
 
وأكد الخبير في مركز الأرصاد الجوية اليمني رشيد العريقي، لـ"العربي الجديد، أن الإعصار أحدث خراباً اقتصادياً واسعاً في البنية التحتية والمنازل وجرفاً للأراضي الزراعية. وأوضح العريقي لـ"العربي الجديد"، أن الإعصار أدى إلى انقطاع تام للمواصلات والاتصالات في المناطق المتضررة، وانقطاع التواصل تماما مع بقية المحافظات والعالم". 
 
وأدى الإعصار إلى دمار واسع في المباني وانقطاع لخدمات الاتصالات والإنترنت وخطوط المواصلات في جزيرة سقطرى، جنوبي اليمن، على المحيط الهندي. 
 
وفي حصيلة أولية بالأضرار، أفاد بيان عن مكتب محافظ سقطرى بأن دماراً واسعاً نتج عن الإعصار، حيث أدى إلى تدمير 120 منزلا بالكامل وتضرر 100 منزل جزئياً وتم إجلاء 2000 مواطن. 
 
وأكد الناشط الميداني محمد العقربي، لـ"العربي الجديد"، أن أمواجا هائجة بلغ ارتفاعها نحو 10 أمتار، مصحوبة بأمطار غزيرة ورياح عاتية، ضربت مدينة ‏حديبو، عاصمة المحافظة، وقلنسية و8 قرى أخرى يقطنها نحو خمسين ألف نسمة، من إجمالي سكان الجزيرة المقدّر عددهم ‏بأكثر من 130 ألف نسمة.‏‏‏ 
 
وقال خبراء بيئة إن الأضرار الطبيعية المتوقعة ستكون فادحة، في واحدة من أهم الجزر والمحميات الطبيعية على مستوى العالم. وسقطرى أكبر الجزر اليمنية على المحيط الهندي، وتقع بالقرب من خليج عدن، على بعد نحو 350 كيلومتراً من شبه الجزيرة العربية، وكانت تتبع إدارياً محافظة حضرموت، الواقعة شرق اليمن، إلا أنها أصبحت في عام 2013 محافظة.
 
وتعرضت بلدة ساحلية في محافظة شبوة، وسط اليمن، للغرق بسبب تشابالا، في الوقت الذي فقد الاتصال بسفينة هندية و30 قارباً يمنياً، بحسب مصادر محلية وحكومية. 
 
وقال وزير الثروة السمكية اليمني فهد كفاين، على صفحته في فيسبوك، إن بلدة "جلعة" في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، تعرضت للغرق، وأنه تم إجلاء عدد من السكان، فيما لا تزال عدد من الأسر عالقة، لافتاً إلى أنه يجري التواصل مع قوات الجيش للتدخل لإجلاء تلك الأسر. 
 
وذكر كفاين أن سفينة هندية كانت في طريقها إلى أرخبيل سقطرى فُقد الاتصال بها، ولفت إلى فقدان الاتصال بـ6 سفن صيد عباري و30 قارب صيد وذلك في منطقة الجزر، غرب سقطرى. 
 
وأدت الفيضانات الناتجة عن الإعصار إلى موجة نزوح من سقطرى، حيث تم إجلاء مئات السكان من تلك المناطق إلى عدد من المدارس والأماكن المرتفعة. 
 
وتأثرت السواحل الشرقية لمحافظة شبوة بآثار الإعصار الذي جرف قوارب الصيادين وأدى إلى تدمير منازل واقتلاع عشرات الأشجار، لكن محطة الغاز المسال ظلت بمنأى عن آثار تشابالا. 
 
وأكد مصدر في الشركة اليمنية للغاز الطبيعي المسال لـ"العربي الجديد"، أن محطة الغاز المسال وميناء تصدير الغاز المسال ومنشآت المشروع لم تتأثر بالإعصار. 
 
ويقع ميناء تصدير الغاز ضمن منشآت المشروع في منطقة بلحاف، غرب محافظة شبوة، جنوبي شرق اليمن. 
 
وقال المصدر إن الوضع حاليا هادئ في موقع الشركة في بلحاف والمناطق المحيطة به، ولا يزال بعض موظفي الشركة في الموقع لأعمال الصيانة، مشيراً إلى أنه تم وضع الترتيبات الأمنية اللازمة لضمان سلامة العاملين والموقع ومحيطه من تداعيات الإعصار. 
 
وأدى الإعصار إلى توقف حركة الملاحة والنقل البحري في خليج عدن وبحر العرب، وتوقفت حركة الملاحة تماما في ميناء المكلا بحضرموت وموانئ صغيرة بالمهرة مع ارتفاع حركة الأمواج إلى 8 أمتار. 
 
وأكد مصدر رسمي بوزارة النقل اليمنية لـ"العربي الجديد"، توقف حركة الشحن والتجارة في خليج عدن ابتداءً من الأحد الماضي، في المساحة الممتدة من سقطرى إلى محافظتي حضرموت وشبوة مرورا بمحافظة المهرة. 
 
وأوضح المصدر أن الملاحة الجوية من وإلى المطارات اليمنية في عدن والمكلا والمهرة، توقفت تماما، وأشار إلى أن حركة الملاحة ونقل النفط عبر مضيق باب المندب تستمر بشكل طبيعي.
شارك الخبر