الرئيسية / يمنيون في المهجر / من منفذ الوديعة السعودي.. شهادة لابد أن يعرفها الجميع رغم الأسى في الجانب اليمني
من منفذ الوديعة السعودي.. شهادة لابد أن يعرفها الجميع رغم الأسى في الجانب اليمني

من منفذ الوديعة السعودي.. شهادة لابد أن يعرفها الجميع رغم الأسى في الجانب اليمني

20 يونيو 2015 11:30 مساء (يمن برس)

بعد أن تواترت الأنباء الواردة من منفذ الوديعة الحدودي عن معاناة اليمنيين الراغبين بدخول الأراضي السعودية قرر "المشهد اليمني" زيارة المنفذ المكتظ بعشرات الألاف من اليمنيين بينهم شيوخ ونساء وأطفال ذاقوا الأمرين بإنتظار دورهم بالعبور إلى أراضي المملكة هرباً من آلة الموت والدمار التي خيم شبحها على الأراضي اليمنية بامتداد رقعتها الواسعة بعد سيطرة جماعة الحوثيين والجيش الموالي للرئيس السابق صالح عليها.
 
في منفذ الوديعة الحدودي قصص تروى فتدمى لها القلوب لكن المشكلة تكمن في قلة وعي المواطن اليمني وهذا ما أتضح لمراسل "المشهد اليمني" وهو يستمع لتلك الحكايا من أصحابها ويستخلص جذور المشكلة من أولي الاختصاص في الجانب السعودي.
 
هناك وفي المنفذ حضرت المشاكل وغابت الحلول في الأسابيع الأولى لتوجه المواطنين إلى المنفذ الذي شهد ازدحاما منقطع النظير بعد اقفال منفذ الطوال الحدوي, وبرزت المشكلة جلياً حين تدفق الآلاف من المواطنين اليمنيين إلى الوديعة بين قادم ومغادر فكان الارتباك من الجانب السعودي سيد الموقف.
 
وبعد أيام من تفاقم المشكلة سارعت السلطات السعودية إلى تلافي هذا الاشكال وعززت المنفذ بمئات الموظفين الذين أرسلتهم المديرية العامة للجوازات لإنهاء المشكلة وبدأت الأمور تعود لمسارها الطبيعي وبعد أن كانت معاملات الراغبين بالدخول أو الخروج تتوقف لأيام صارت تنجز بشكل أسرع, لكن مشكلة واحدة هي التي طغت وسببت فوضى عارمة, وتمثلت تلك الاشكالية بأن مئات الراغبين بدخول الأراضي اليمنية لا يمتلكون أية وثائق رسمية نظامية من السعودية تخولهم من الدخول إلى أراضيها.
 
مئات المواطنين اليمنيين الذين استطلعهم " المشهد اليمني" كانوا بلا بطائق هوية ولا جوازات سفر ولا تاشيرة زيارة ومع ذلك تجدهم يريدون الدخول للسعودية,  وهم السبب الرئيسي في الأزدحام الذي لاحظناه في المنفذ وشكلوا عبئاً كبيراً على إخوانهم الذين يحملون وثائق رسمية تخولهم الدخول لأراضي المملكة.
 
 
ووصل الأمر إلى أن قام بعض من لا يمتلكون أوراقا رسمية بتصرفات غير مقبولة صدرت من بعض اليمنيين الذين حاولوا دخول الحدود بطريقة غير رسمية، الأمر الذي تسبب في ازدحام كبير فضلا عن الهلع والخوف الذي أصاب عددا من الأطفال والنساء في الجانب اليمني, وهو الأمر الذي دفع السعودية لنشر قوة عسكرية في منفذ الوديعة لمنع تلك التصرفات وتم تأمين المنفذ للعمل على إنهاء إجراءات من كانت أوراقهم نظامية.
 
وبالتوازي مع ذلك عملت الجوازات السعودية على تسهيل الاجراءات لعبور من يمتلكون اوارقا رسمية وضاعفت من كادرها لتخليص المعاملات مع ابتكار حلول سريعة من شأنها التخفيف من معانات الآلاف من اليمنيين التي استفحلت مؤخرا جراء الاكتظاظ الشديد على المنفذ الذي يفتقد محيطة للمرافق الخدمية الضرورية, خصوصاً وقد بلغت معاناة البعض ذروتها حين أجهضت أحد النساء وشهد المنفذ حالتي وفاة.
 
اليوم بات منفذ الوديعة أكثر إنسابية في عمله وصار موظفو الجوازات السعودية أكثر قدرة على تخليص معاملات المسافرين اليمنيين الداخلين منهم أو الخارجين وخلال يومين فقط تم انجاز آلاف المعاملات لمئات العالقين على المنفذ بفضل الجهود المضاعفة التي بذلها رجال الجوازات السعودية بإشراف مباشر من المقدم محمد مانع القحطاني مدير جوازات منفذ الوديعة السعودي الذي بدا متفهما وبإنسانية كبيرة لمعاناة أشقائه اليمنيين الحاصلين على أوراق رسمية وتذليل الصعاب أمام من تقطعت بهم السبل وضاقت بهم الدروب للجوء إلى أرض الخير وبحمى ملك الحزم, وليس القحطاني وحده من يستحق الشكر على تلك الجهود فكل العاملين في المنفذ السعودي يستحقون منا كل الشكر والتقدير ولعل الرقيب اول راشد عائض الشهراني برقي تعامله وحسن أخلاقه نموذجاً مشرفاً يحتذى به.. والشكر موصول لممثل القنصلية اليمنية طاهر الشرعبي الذي كان خير ممثل للسفارة اليمنية باستيعابه وتفهمه للمشاكل والظروف التي عانها اليمنيون في المنفذ وحلحلة الكثير منها بصدر رحب.
 
والشيء المر الذي شغلنا كثيرا تعامل بعض موظفي الجوازات والجمارك السعودي بطريقه مهينه لبعض المسافرين فلا تسمع منهم غير كلمات يالله يالله قم قم اخرج اخرج واحيانا يتطاولون بلا سبب وهم ليسوا كثير بل قلة من بين العاملين الذين اتعبهم كما اتعب المسافرين الاضطراب الذي حصل في المنفذ والذي فاقم الظروف الانسانيه الى اقسى حد يمكن وصفه بأنه كان مآساه انسانيه بكل ما تحمله الكلمه هذه من معنى.

شارك الخبر