الرئيسية / شؤون دولية / كيف ستنتشر القوات البرية لتحالف المملكة العربية السعودية في اليمن؟
كيف ستنتشر القوات البرية لتحالف المملكة العربية السعودية في اليمن؟

كيف ستنتشر القوات البرية لتحالف المملكة العربية السعودية في اليمن؟

03 أبريل 2015 06:01 مساء (يمن برس)

إن احتمال شن عملية برية في اليمن من قبل قوات التحالف التي تقودها السعودية هو احتمال واضح، ولكن النافذة لإدخال القوات بأمان إلى مدينة عدن الساحلية تغلق الآن. وطالما استمر التهديد من مقاتلي الحوثي، والقوات المتحالفة مع الرئيس السابق علي عبد الله صالح، سوف تبقى جميع الخيارات مطروحة على الطاولة. وبناءً على معلومات من مصادر ستراتفور، تفكر المملكة العربية السعودية ومصر والسودان في نشر قوات برية في عدن. ولهذه المدينة قيمة استراتيجية بسبب مينائها الحيوي. والأهم من ذلك، هو أنها العاصمة المؤقتة لحكومة الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي.

وبالنسبة للمملكة العربية السعودية، يعد الحفاظ على وجود فصيل هادي داخل اليمن أمرًا بالغ الأهمية. وفي حين أن تأمين المدينة لن يعد فوزًا بالحرب ضد الحوثيين وحلفائهم؛ إلا أن صد الهجوم على عدن، وضمان بقاء هيكل سلطة هادي، هي الخطوات الأولى في الجهد الأكبر. وكذلك، يعد الاستنزاف المستمر للحوثي والقوات الموالية لصالح وسيلة لإجبار المتمردين على اللجوء للمفاوضات الدبلوماسية، وطريقة يمكن من خلالها حل الصراع.

وتعد السيطرة على عدن مهمة أيضًا بالنسبة للمسلحين المعارضين لهادي. وإذا ما كان الحوثيون قادرين على اغتنام الميناء بسرعة، ومنع حركة سفن قوات التحالف إلى الشاطئ، فإن قدرة المملكة العربية السعودية على تأمين عدن سوف تضعف. ومع ورود تقارير عن أن القوات الموالية للرئيس السابق صالح تقاتل الآن في حي خور مكسر، جنوب مطار عدن، يبدو أن نافذة التدخل السعودي البري تسير نحو الإغلاق.

(كيفية وصول قوات التحالف السعودي البرية إلى عدن: الخط الأحمر يمثل الطرق الجوية، والخط الأزرق يمثل الطرق البحرية)

ومن وجهة نظر السعوديين، يتطلب أخذ عدن قوة قتالية أقل بكثير من التوغل البري الكامل عبر الحدود، والدفع جنوبًا باتجاه صنعاء. وستكون قوة ضئيلة من عدة كتائب فقط أو لواء (ما يقرب من 1000 إلى 3000 جندي)، وبدعم جوي من الائتلاف، وبدعم من قوات البحرية، قادرة على الدفاع عن المدينة.

ووفقًا لمصادر ستراتفور، تتضمن خطة محتملة يجري النظر فيها لهذا التوغل نشر قوات هجوم مصرية وسعودية عن طريق الهبوط بطائرات الهليكوبتر في عدن. ويعد الهبوط بالهليكوبتر أسرع من نشر القوات عن طريق البحر، وإذا ما تم تنفيذه بشكل صحيح، فسيكون أقل خطورة أيضًا من وجود السفن التي تحمل القوات على الميناء لفترة طويلة. وعلى الرغم من أن هذه القوة التي ستصل عن طريق الجو ستكون أصغر من القوة التي من الممكن نشرها بحريًا؛ إلا أنها ستكون بمثابة رأس الحربة، ويمكنها تمهيد الطريق للواء المشاة السوداني، الذي سوف يوفر الجزء الأكبر من القوات البرية.

ومن الممكن أن يحدث هذا الانتشار الأولي بسرعة. وبفضل الأمان النسبي لميناء عدن في الوقت الراهن، سيكون من الممكن جلب أي تعزيزات وإمدادات بأمان عن طريق البحر. وسيكون نشر قوات الهجوم الجوي والمشاة مصحوبًا بانتشار المتخصصين القادرين على توجيه الضربات الجوية بدقة، وهو ما سيعزز فعالية الدفاع ضد ميليشيات الحوثي والقوات الموالية لصالح.

ويجب أن يتم انطلاق الطائرات التي تحمل المقاتلين من موقع قريب إلى عدن، لتجنب التحليق مباشرةً فوق المناطق الجبلية التي يسيطر عليها الحوثي في اليمن. وإذا ما دعمت الولايات المتحدة هذا الانتشار، فسوف يكون هناك المزيد من المجالات التي من الممكن استخدامها، بما في ذلك معسكر ليمونير في جيبوتي، يو اس اس ايو جيما، أو حتى القاعدة الجوية، بربرة، في الصومال. وهذه القاعدة الأخيرة، وبسبب موقعها المقابل مباشرةً لعدن، توفر نقطة انطلاق ممتازة لمثل هذه العملية.

وفي حين أن هذا الخيار هو أحد الخيارات المطروحة على الطاولة؛ إلا أنه ليس السبيل الوحيد لعمل قوات التحالف التي تقودها السعودية. وفي حين تستمر الضربات الجوية باستنزاف القوات المسلحة للحوثيين بمعدل ثابت، لا تزال التوغلات البرية الأخرى عن طريق الحدود السعودية ممكنة، وما قد يجعل عدن أفضل الطرق المتاحة للرياض، هو انخفاض التكلفة المتوقعة للتصرف بحسم هناك.

شارك الخبر