يمن برس - متابعات بعد ساعات من تنفيذ حكم الإعدام .. أكدت مصادر بالشرطة العراقية وصول جثتي برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام حسين ، ورئيس محكمة الثورة السابق عواد البندر إلى مدينة تكريت، شمال بغداد، تمهيداً لدفنهما بجوار قبر الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في بلدة العوجة وسط تباين في ردود الافعال بين مرحب ومعارض لتنفيذ حكم الإعدام.وقالت مصادر الشرطة العراقية إن جثتي المسؤلين العراقيين السابقين، واللذين تم تنفيذ الحكم بإعدامهما فجر اليوم الاثنين، تم نقلهما من بغداد إلى قاعدة تابعة للقوات الأمريكية في تكريت.فيما قال مسؤولون بشرطة العوجة إن سلطات البلدة أمرت بفتح مقبرتين بجوار المقبرة التي تم دفن صدام بها، حيث سيتم دفن التكريتي والبندر فيهما، حيث توجد هذه المقابر داخل مبنى كان قد أقامه صدام خلال تسعينيات القرن الماضي، كمركز للاحتفالات الدينية.وفي أولى ردود الأفعال الدولية دان الاتحاد الأوروبي إعدام برزان التكريتي وعواد البندر. قال رئيس المفوضية الأوروبية خوسي مانويل باروسو "لدينا موقف مبدئي ضد عقوبة الإعدام. لا يحق لأحد أن يسلب شخصا آخر حياته".من جانبه دان رئيس الوزراء الإيطالي رومانو برودي عملية الإعدام قائلا "لدي الموقف نفسه بالنسبة لإعدام صدام حسين. وإيطاليا تعارض عقوبة الإعدام".وانتقدت عدة أطراف حقوقية في العراق وخارجه ظروف إعدام برزان والبندر. وقال المحامي بديع عارف -عضو هيئة الدفاع- إن ملابسات إعدام برزان والبندر تمثل انتهاكا آخر للتقاليد المرعية حيث لم يتم إبلاغ ذوي المحكوم عليهم بالإعدام.وأشار بديع عارف إلى أن الحكومة العراقية تماطل في تسليم جثمان البندر إلى ابنه بدر.ومن جانبه اعتبر المحامي الأردني صالح عبد الكريم العرموطي أن إعدام برزان والبندر اغتيال سياسي يمثل وصمة عار في تاريخ القضاء العراقي.فيديو يظهر رأس برزان بعيداً عن جثته ======================من جانبها كشفت الحكومة العراقية عن شريط فيديو لعملية إعدام المسؤولين العراقيين السابقين، ظهر فيه رأس برزان بعيداً عن جسده بعدة أمتار.كما أظهر الفيديو أن عملية إعدام التكريتي والبندر تمت في غرفة واحدة، جنباً إلى جنب، على خلاف ما ذكره مسؤول عراقي، بأنه تم إعدام كلاً منهما على حدة وبعيدين عن بعضهما البعض.وظهر في الفيلم برزان والبندر يرتديان "بدلة الإعدام" ذات اللون الأحمر، يحيط بهما نحو خمسة من الحراس الملثمين، والذين قاموا بلف حبل المشنقة حول عنقيهما، بعد تغطية رأسيهما بغطاء أسود.وبعد الإعدام بدت جثة برزان ملقاة على الصدر، فيما كان رأسه بعيدة عن جسده بعدة أمتار.الإعلان عن إعدامهما ================وكان المتحدث باسم الحكومة العراقية، علي الدباغ، قد أكد تنفيذ حكم الإعدام في برزان التكريتي وعواد البندر فجر الاثنين، وقال الدباغ، في مؤتمر صحفي مقتضب الاثنين، إن عدداً محدودا من الأشخاص حضروا تنفيذ الأحكام، من بينهم مدع عام وقاض وطبيب ورجل دين وفقا للقواعد المعمول بها.وأعلن المتحدث أن "الحضور تعهدوا خطياً بعدم ارتكاب مخالفات" أثناء تنفيذ الأحكام، مشدداً على أنه لم يُسمح بتعرض المدانين إلى "إهانات أو محاولات تشفّ."وأضاف الدباغ أن "رأس برزان التكريتي انفصل عن جسده خلال تنفيذ عملية الإعدام، في واقعة نادرة، وصدرت أحكام الإعدام ضد صدام وبرزان والبندر في قضية الدجيل، حيث دانت المحكمة المتهمين الثلاثة بمقتل 148 شيعيا في قرية الدجيل إثر محاولة فاشلة لاغتيال صدام حسين عام 1982.إعدام البندر والتكريتي بعد 17 يوما من إعدام صدام==============================وكان الرئيس العراقي السبق صدام حسين أعدم في 30 ديسمبر الذي وافق أول أيام عيد الأضحى لدى المسلمين السنّة، وذلك عقب أربعة أيام من إقرار هيئة التمييز العراقية لحكم الإعدام الصادر ضده.وفي الخامس من نوفمبرحكمت المحكمة العراقية العليا، بالإعدام شنقاً حتى الموت، على كلٍ من الرئيس العراقي السابق صدام، وعوّاد البندر، وبرزان التكريتي، وبالسجن مدى الحياة على طه ياسين رمضان، نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق، كما أصدرت ثلاثة أحكام بالسجن 15 عاما ضد ثلاثة من معاوني الرئيس العراقي السابق، لدورهم في قضية "الدجيل"، وقررت المحكمة تبرئة المتهم، محمد عزاوي، لعدم كفاية الأدلة.وكانت محكمة التمييز العراقية قد أقرت في 26 ديسمبر/ كانون الأول الأحكام الصادرة في قضية "الدجيل"، ولكنها طلبت مراجعة الحكم الصادر ضد رمضان، وتغليظه إلى الإعدام، وهو الأمر الذي لم تحسمه المحكمة الجنائية العراقية العليا بعد.تباين في ردود الأفعال==============وقد تباينت ردود الافعال بين مرحب ومعارض لإعدام البرزان والتكريتي ،فبينما أعرب سنة عرب عن غضبهم بعد حادثة انفصال رأس برزان لدى شنقه ، خرج متظاهرون في النجف يعلنون فرحتهم بتنفيذ حكم الاعدام.وقال سليم الجبوري وهو عضو بارز من العرب السنة في البرلمان ان مرض السرطان الذي كان يعاني منه ربما أضعف جسم برزان ولكنه أكد على أن لديهم شكوكا ويريدون سؤال خبراء وأطباء ما اذا كان من الممكن أن ينفصل الرأس عن الجسم. وانتقد عزام صالح عبد الله زوج ابنة برزان متحدثا من اليمن الحادثة مشيرا الى أن الشيعة يسعون للانتقام. ترحيب الشيعة==========في المقابل تظاهر مئات من سكان النجف العراقية ابتهاجا باعدام برزان والبندر وانطلق المتظاهرون على وقع الطبول من امام مقر المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق في المدينة وحمل بعضهم اعلاما عراقية ورايات اسلامية فضلا عن صور المراجع الشيعية. وتخللت التظاهرة هتافات منها "برزان انعدم موتوا يا بعثية". وقال هاشم السيلاوي احد المشاركين في التظاهرة ان "اعدام المجرمين اعادة للحق الى نصابه".واضاف ان "تنفيذ الاعدام اثلج صدور عائلات الشهداء الذين قتلهم ازلام النظام السابق هذا ما كنا ننتظره جميعا بفارغ الصبر"، واحتفل الشيعة من جديد بتنفيذ حكم الاعدام بحق برزان و البندر في شوارع حي مدينة الصدر في بغداد معقل رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. أسف لتنفيذ حكم الإعدام=================وأعربت المنظمة العربية لحقوق الانسان عن بالغ أسفها لتنفيذ السلطات العراقية حكم الاعدام بحق برزان التكريتى الاخ غير الشقيق للرئيس العراقى الراحل صدام حسين وعواد البندر رئيس محكمة الثورة فى عهد النظام البعثى على الرغم من مناشدة الامين العام للامم المتحدة بان كى مون والمفوضية السامية لحقوق الانسان للحكومة العراقية برئاسة نورى المالكى بعدم تنفيذ حكم الاعدام .وانتقدت المنظمة فى بيان أصدرته اليوم الاثنين ما شاب أسلوب تنفيذ حكم الاعدام مستندة فى هذا الصدد الى ما ذكره المتحدث الرسمى للحكومة العراقية من أن رأس برزان التكريتى انفصلت عن جسده لدى شنقه مما يتطلب اجراء تحقيق طبى دولى فى ظروف تنفيذ حكم الاعدام .وأشار البيان الى التوافق الدولى على أن حكم الاعدام صدر بعد محاكمة شابها الكثير من العيوب ولم تتوافر فيها معايير المحاكمة القانونية العادلة والبعد عن التسييس ، وأعربت المنظمة العربية لحقوق الانسان عن أملها فى ألا يؤدى تنفيذ حكم الاعدام والظروف التى صاحبت تنفيذ هذا الحكم الى المزيد من تدهور الاوضاع الامنية السائدة فى العراق منذ الاحتلال الامريكى للعراق وحتى الآن . ويأتي إعدام برزان والبندر بعد 16 يوما على إعدام الرئيس العراقي السابق صدام حسين في أول أيام عيد الأضحى المبارك وفي ظروف أثارت جدلا واسعا بعد أن تم تسريب شريط مصور لعملية الإعدام وما رافقها من أعمال استفزازية ذات طابع طائفي.