«نقول تيس يقولوا احلبوه» . مثل شعبي شهير يجري على الألسنة لبيان استحالة الشيء، لكنه تحقق بالفعل في مزرعة المواطن ناصر العلوي بمنطقة العين الإماراتية.
فقد تفاجىء العلوي قبل شهرين بأن تيساً في مزرعته يمتلك ضرعاً كبيراً مثل أي «معزة» أنثي منتجاً للحليب بكميات معقولة، وذلك حينما عزله عن بقية المواشي.
واكتشف أن حليب التيس “المعجزة” لا يختلف في لونه وكثافته وشكله عن أي حليب لأي معزة.
ووجد العلوي أيضاً «ثدييين» للتيس، فكان الأمر الأكثر غرابة قدرة الثديين على إنتاج الحليب وبشكل متواصل، محققاً بذلك مقولة المثل المشهور «نقول تيس يقولوا احلبوه»، ليكون أول «تيس» حلوب، مؤكداً أنه لم يشرب من الحليب أي شخص حتى يتم التأكد منه مخبرياً.
ولفت إلى أنه اكتشف حالة «التيس الحلوب» قبل شهرين على الرغم من أنه اشتراه من سوق المواشي المركزي في العين قبل 3 سنوات، وكان شكله طبيعياً جداً ولم يلاحظ أي شخص تلك التحولات، كما ظل يتزاوج بشكل طبيعي جداً و«ينتج» ويتم استخدامه «فحلاً» طوال تلك السنوات، وكان من أفضل الفحول لديه.
وأضاف أن تلك الحالة الفريدة من نوعها التي تعتبر معجزة لم يجد لها تفسيراً، بل جميع الذين تم سؤالهم عنها لا يعرفون لها إجابة باعتبار أن التيس مكتمل البناء الجسماني والجسدي والشكل الخارجي، وقرونه الكبيرة الواضحة، مع ظهور الثديين الممتلئين بالحليب.
ويمتلك العلوي نحو 200 رأس من الأغنام في عزبته التي تقع بمنطقة شعاب الغاف في مدينة العين، ويمارس هواية تربية المواشي منذ سنوات، حيث اشترى هذا «التيس الفحل» بقيمة 3 آلاف درهم، لافتاً إلى أنه في الوقت الحالي لا يفكر في بيعه حتى ولو حصل على عشرة أضعاف سعره حتى يتأكد من نوعية الحليب، ومدى صلاحيته، ومن ثم لكل شيء سعره، وخلال زيارة صحيفة «الاتحاد» الإماراتية المواطن العلوي في مزرعته، أكدت مشاهدة عملية «الحلب» وكيفية تثبيت التيس الذي أظهر قوته بشكل كبير، وكانت عملية السيطرة عليه تحتاج لمجهود واضح، ويعتبر «التيس» من نوعية «عارضي» محلي المولد والتربية، وهو من الأنواع الجيدة والمعروفة والمنتشرة في الدولة.
وقال العلوي: «ننتظر النتائج المختبرية لحليب التيس للتأكد من جودته وفائدة، وإمكانية استعماله، ومن ماذا يتكون وهل يمكن الاستفادة منه في الجوانب الطبية، وهل يختلف عن الحليب العادي لمعزة أنثى، أم يتكون من الخصائص نفسها».
وأوضح أن جميع المواشي في مزرعته تتناول الأعلاف الجيدة، وبإشراف مباشر منه، لذلك لا يوجد إشكال في نوعية الغذاء التي قد يظن البعض أن ذلك يكون بسبب التغيرات الجينية التي حدثت له، حيث إن إنتاجه للحليب أقل قليلاً عن إنتاج المعزة.
وأضاف أن النتائج المخبرية هي التي ستحدد الخطوة المقبلة التي سوف يتخذها، لافتاً إلى أن جميع عمليات التزاوج والإنتاج لهذا التيس طبيعية جداً، ما يعني أن هذا الاختلاط الجيني الذي قد يكون حدث له «طفرة» لا توجد في سلالته، وحالة غريبة وفردية لا يمكن أن تتكرر بسهولة.