يتداول ناشطون شريط فيديو صوّر من داخل إحدى طائرات الخطوط الجوية العراقية، وهي تقدم خدمة فريدة من نوعها لم يعرفها تاريخ الطيران المدني، لكنها ابتدعت من قبل هذه الخطوط بمشاركة أحد مضيفيها ومستقلي الطائرة.
ويظهر في شريط فيديو أحد الرجال في طائرة تابعة للخطوط الجوية العراقية، وهو ينشد قصيدة رثاء للسيدة زينب ابنة الامام الخليفة الرابع علي بن ابي طالب وشقيقة ابنه الإمام الحسين والموجود ضريحها في العاصمة السورية. ولم يعرف اذا كان الرجل أحد العاملين على ظهر الطائرة المتوجهة من بغداد الى دمشق.
ويظهر الرجل الملتحي، وهو في الثلاثينات من عمره ممسكًا بميكرفون الطائرة الذي يقدم عبره تعليمات السلامة، وهو يحمل أوراقًا ينشد من خلالها شعرًا شعبيًا يناجي السيدة زينب ويؤكد أن محبيها قادمون اليها حفاة مهما كان الثمن.. والرجل يلقي اشعاره فيما يردد الركاب من الرجال والنساء المتشحات بالسواد كلمات: "يازينب جينا جينا".. ومن الاشعار التي يرددها الرجل:
يازينب جينا جينا
لآخر نفس كما تدرينا
يازينب ياشرف عدنان
يازينب تلكينا (تلاقينا)
نتعنا ( نرحل ).. الك حفاي (حفاة)
وين (فين) اللي يهددك وين؟
ومع ترديد الركاب لعبارة "يا زينب جينا جينا" يلطم الرجال والنساء رؤوسهم وصدورهم ويجهشون بالبكاء. فيما اعتبر معلقون على صفحات التواصل الاجتماعي ساخرين أن هذه "الخدمة" التي تقدمها الخطوط العراقية هي واحدة من منجزات العراق الجديد!
يذكر انه عادة ما يزور الشيعة العراقيون مرقد وضريح السيدة زينب في دمشق، كما أن مسلحين شيعة متطوعين ينخرطون حاليًا في لواء ابي الفضل العباس ويشاركون مع مقاتلين من حزب الله اللبناني وكتائب ايرانية في الدفاع عن مراقد شيعية في سوريا لاسيما مقام السيدة زينب في ضواحي دمشق، حيث عمليات تطوع قائمة على قدم وساق في المدن الشيعية العراقية.
وتنتشر في مدن جنوبية عراقية على واجهات المتاجر وبعض الساحات صور لمرقد السيدة زينب، وبدا متضرراً من آثار قصف وتفجيرات وكتبت تحتها عبارات (لبيك يا زينب كلنا فداؤك) في مسعى لتأجيج مشاعر وحماس الشباب للذهاب الى سوريا دفاعًا عن المرقد.
كما أن عملية نقل الأسلحة والذخيرة الايرانية الى سوريا تتم عن طريق الأجواء العراقية من دون انقطاع، حيث يلعب هادي العامري، وزير النقل العراقي والحليف القوي لإيران في العراق دوراً محوريًا في تأمين الممر الجوي لشركات الطيران الإيرانية التي تتجه الى سوريا عبر أجواء العراق.
وتشير معلومات الى أن عديد عناصر الفرق العراقية التي تقاتل في سوريا الى جانب النظام يبلغ حوالي 15000 مقاتل، فيما قد يصل العدد الإجمالي إلى أكثر من 30000 في حالة الاستنفار العام. ويتوزع المقاتلون العراقيون في سوريا على 6 فرق مقاتلة هي: لواء أبو الفضل العباس ولواء ذو الفقار ولواء عمار بن ياسر وكتائب سيد الشهداء ولواء الإمام الحسن المجتبي، اضافة الى لواء أسد الله.