يمن برس - رام الله ، غزةخاضت قوات موالية لحركتي حماس وفتح معارك في الشوارع وعلي اسطح المنازل في شتي انحاء غزة طوال امس. وقال سكان انها اعنف جولة من الاقتتال الداخلي تعيها الذاكرة. واطلق مسلحون ثلاث قذائف مورتر علي مكتب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة امس بعد ان سيطرت قوات موالية له علي وزارتين تديرهما حركة حماس في الوقت الذي يتزايد فيه التوتر بين الفصيلين الفلسطينيين الرئيسيين. واسفرت الصدامات المسلحة بين حماس وفتح في قطاع غزة عن مقتل 3 فلسطينيين، هما فتاة واحد افراد حرس الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومقدم في الامن الوطني والذي قتل عقب اختطافه، وجرح حوالي ثلاثين فلسطينيا. وقالت مصادر مقربة من حركة فتح ان مسلحين قاموا باختطاف المقدم عدنان رحمي ثم قتله، واتهمت المصادر حركة حماس بالعملية ويعمل رحمي بالامن الوطني التابع للرئيس عباس وهو مسؤول بارز في حركة فتح بقطاع غزة. واصيبت طالبة في الجامعة (19عاما) اثناء معركة بالقرب من مجمع الرئاسة وهي تحاول الاختباء وراء ساتر وقال مسؤولون بالمستشفي انها توفيت في وقت لاحق متأثرة بجراحها.وسيطر افراد من الحرس الرئاسي وهو قوة قوامها قرابة اربعة آلاف فرد يدعمهم نشطاء موالون لفتح علي وزارتي الزراعة والنقل اللتين تديرهما حماس في اطار تحرك لتأمين منطقة كبيرة بوسط غزة حيث يوجد منزل عباس. واتهم محمود الزهار وزير الخارجية الفلسطيني واحد كبار قادة حماس رجال الامن التابعين لعباس بمحاولة القيام بانقلاب عسكري من خلال اجتياح الوزارتين. وطالبهم بالجلاء عن الوزارتين والا ألقي القبض عليهم وهو تحرك يمكن ان يثير المزيد من العنف.وفي وقت سابق تعرض موكب الزهار لاطلاق النار ووقع تبادل عنيف لاطلاق النار بين حراسه والمهاجمين. ولم يصب الزهار في الهجوم الذي أنحي معاونوه باللوم فيه علي قوات موالية لعباس.وبعد أشهر من العنف بين حماس وفتح الذي اثار المخاوف من احتمال نشوب حرب أهلية قال عباس ان الانتخابات المبكرة يجب ان تجري في أقرب وقت ممكن ولكنه أضاف ان الجهود الرامية لتشكيل حكومة وحدة يجب ان تستمر برغم فشلها المتكرر. واجتمع عباس امس الاحد مع اعضاء اللجنة الانتخابية الفلسطينية للاعداد للانتخابات التي يقول مسؤولون انه ليس من المتوقع ان تجري قبل منتصف عام 2007. وتولت حماس السلطة في اذار (مارس) بعد أن هزمت حركة فتح المهيمنة منذ فترة طويلة في انتخابات برلمانية مما دفع الغرب الي وقف المساعدات المالية للحكومة الفلسطينية. ولا يتضمن القانون الاساسي الفلسطيني الذي يمثل دستورا بنودا بشأن الدعوة الي اجراء انتخابات مبكرة. ويقول مسؤولو فتح ان عباس يمكنه أن يفعل ذلك باصدار مرسوم رئاسي. وتجادل حماس بأن ذلك سيكون غير قانوني. ومن عدة جوانب يعد تحرك عباس مقامرة حيث لا يوجد ما يضمن فوز فتح في اي انتخابات. غير ان نتائج استطلاع للرأي نشرت امس اظهرت ان فتح تحقق مكاسب علي حساب حماس. واظهرت نتائج الاستطلاع انه اذا اجريت الانتخابات اليوم فستفوز فتح بنسبة 42 في المئة مقابل 36 في المئة لحماس. كذلك اظهر الاستطلاع ان 61 في المئة من الفلسطينيين يفضلون اجراء انتخابات مبكرة فيما يعارضها 37 في المئة. وقالت مصادر لـ القدس العربي ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس اعرب عن استعداده لاستئناف المشاورات مع حركة حماس لتشكيل حكومة وحدة وطنية عقب محادثة تليفونية بينه وبين الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، بينما تقوم السفارة المصرية بمسعي للتهدئة يشترط علي الحركتين ازالة كل المظاهر المسلحة من الشارع. وعلمت القدس العربي ان حركة فتح وافقت علي ذلك ويجري التباحث مع حركة حماس كما تقوم عدد من الفصائل الاخري بوساطة لاحتواء الازمة.