ثورة خضراء حقيقية تنبت من رحم الأزمة! بينما يعاني اليمن من تحديات اقتصادية عاصفة، تشهد محافظتا حجة والحديدة نهضة زراعية استثنائية تمزج بين التقنيات الحديثة والتربية البيئية للأجيال الجديدة، حيث تتحول المناطق القاحلة إلى واحات إنتاجية بفضل مبادرات ثورية تُعيد تشكيل مستقبل الزراعة اليمنية.
في مشهد ملهم يجسد روح الصمود اليمني، تتصدر مبادرة توزيع شتلات السدر على المدارس في مديرية بني قيس المشهد، حيث تتلقى الدفعة الثانية من الطلاب تدريباً عملياً ضمن برنامج المشاتل المنزلية الذي يهدف لإنشاء جيل واعٍ بيئياً وزراعياً. هذه المبادرة التعليمية الفريدة تربط بين التحصيل الأكاديمي والممارسة الزراعية، مما يضمن استدامة الوعي البيئي وتوسيع الرقعة الخضراء عبر مشاريع إنتاجية صغيرة ذات تأثير اقتصادي واجتماعي طويل الأمد.
على صعيد متصل، شهدت حجة إنجازاً تنظيمياً بارزاً من خلال ورشة العمل المتخصصة التي ركزت على إنشاء وحدات التسويق وآليات الزراعة التعاقدية في الجمعيات التعاونية. نفذت هذه الورشة وزارة الزراعة والثروة السمكية والموارد المائية بالتعاون مع الاتحاد التعاوني الزراعي، وهدفت لتنظيم العلاقات التجارية بين المنتجين والمشترين، مما يضمن استقرار المداخيل الزراعية وتحسين جودة المنتجات مع خفض تكاليف التسويق.
وفي الحديدة، عزّزت جمعية باجل متعددة الأغراض من جهودها التنظيمية عبر عقد لقاء استراتيجي ناقش تطوير العمل الزراعي وتحسين الأداء المؤسسي. ركز اللقاء على تفعيل المجاميع الإنتاجية وتعزيز التنسيق مع الجهات ذات العلاقة، بهدف رفع كفاءة التنفيذ ودعم المزارعين وترسيخ الاستقرار الزراعي في المديرية.
تأتي هذه المبادرات الثلاثية المتزامنة كجزء من حراك تعاوني شامل يهدف لإعادة إحياء القطاع الزراعي في المحافظتين، وفقاً لما رصده موقع الإعلام التعاوني الزراعي وموقع 'يمن إيكو'، مما يبشر بعودة اليمن لمكانته التاريخية كسلة غذاء المنطقة.