مليون ريال وخمسة آلاف ريال إضافية - هذا هو الفارق الصاعق الذي يفصل بين سعر جنيه الذهب الواحد في صنعاء وعدن! انفجرت أسعار المعدن الأصفر في العاصمة الجنوبية لتحلق عند مستوى 1,530,000 ريال للشراء مقابل 525,000 ريال فقط في العاصمة صنعاء، محققة قفزة جنونية تتجاوز الـ 291%.
تكشف بيانات أسعار الأربعاء 24 ديسمبر 2024 عن هوة اقتصادية مرعبة تشق البلاد إلى نصفين ماليين منفصلين تماماً. ففي الوقت الذي يستطيع فيه المواطن الصنعاني شراء جنيه ذهبي بنصف مليون ريال وربع، يحتاج نظيره العدني لما يزيد عن مليون ونصف المليون للحصول على نفس القطعة.
الصدمة لا تتوقف عند الجنيه الذهبي وحده، إذ يشهد جرام الذهب عيار 21 تضاعفاً مماثلاً:
- في صنعاء: يتراوح السعر بين 64,400 ريال للشراء و67,000 ريال للبيع
- في عدن: يقفز إلى 191,300 ريال للشراء و208,300 ريال للبيع
هذا التفاوت الخرافي يفتح المجال أمام فرص استثمارية لم تشهدها الأسواق اليمنية من قبل، حيث يمكن نظرياً تحقيق أرباح تزيد عن 200% من خلال نقل الذهب بين المحافظتين. لكن هذه الفرصة الذهبية تحمل في طياتها مخاطر جسيمة تتعلق بصعوبات النقل والتهريب وعدم الاستقرار الأمني.
يعكس هذا الانقسام السعري الحاد واقع اقتصاد يمني ممزق بين سياسات نقدية متضاربة وعملات منفصلة، مما ينذر بتداعيات كارثية على القوة الشرائية للمواطنين وقد يدفع البلاد نحو مرحلة جديدة من التفكك الاقتصادي إذا لم يتم التدخل العاجل لمعالجة هذه الفجوة المدمرة.