في تطور صادم هز أركان الكرة المصرية، قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" إيقاف قيد نادي الزمالك نهائياً لثلاث فترات قيد متتالية، بسبب ديون تراكمت لتصل إلى 818 ألف دولار - مبلغ يساوي راتب لاعب عالمي لشهر واحد فقط! هذا القرار الكارثي يعني أن العملاق الأبيض محروم من التعاقد مع أي لاعب جديد لمدة 18 شهراً كاملة، في سابقة تهدد بانهيار كامل لأحد أعرق الأندية في القارة الأفريقية.
السبب المباشر لهذه الكارثة يعود لعدم سداد مبلغ 200 ألف يورو فقط لنادي إسترلا أمادورا البرتغالي، مستحقات صفقة اللاعب الأنجولي شيكو بانزا. أحمد محمود، مشجع زملكاوي منذ 30 عاماً، يصف صدمته: "شاهدت فريق أحلامي ينهار مالياً أمام عيني، كيف لنادي بحجم الزمالك أن يعجز عن سداد مبلغ بسيط كهذا؟" والأخطر من ذلك أن هذه القضية واحدة من سبع قضايا منفصلة تواجه النادي، تشمل مستحقات نجوم سابقين مثل فرجاني ساسي (505 ألف دولار) وكريستيان جروس (133 ألف دولار).
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الزمالك أزمة مماثلة، فمنذ سنوات والنادي يعيش في دوامة مالية مدمرة تتكرر كل موسم. الأزمة الحالية تذكرنا بانهيار برشلونة المالي عام 2021، لكن بحجم أصغر وتأثير مدمر أكبر نسبياً على مستوى الكرة المصرية. د. محمد الاقتصادي، متخصص في اقتصاديات الرياضة، يحذر: "الزمالك مثل سيارة فارهة تتعطل كل شهر بسبب عدم الصيانة، والحل الوحيد إعادة هيكلة مالية شاملة قبل فوات الأوان."
التأثير المدمر لهذا القرار لن يقتصر على النادي فحسب، بل سيمتد ليشمل ملايين المشجعين الذين ينتظرون صفقات جديدة لتعزيز صفوف الفريق في الموسم الجديد. سامي الصحفي الرياضي، الذي غطى 15 قضية قيد مشابهة للزمالك في العقد الماضي، يؤكد: "هذا انتحار رياضي بطيء، النادي يفقد قدرته على المنافسة تدريجياً." والأخطر من ذلك أن النادي يواجه ملفات مالية جديدة تشمل مستحقات لاعبين آخرين مثل ميشالاكا وإبراهيمة نداي، مما يعني أن الأزمة قد تتفاقم أكثر.
الزمالك الآن أمام مفترق طرق حاسم: إما الإنقاذ العاجل بحل جذري للأزمة المالية، أو الانهيار التدريجي وفقدان مكانته التاريخية إلى الأبد. المطلوب تدخل عاجل من رجال الأعمال أو حتى الدولة لإنقاذ هذا العملاق من الغرق المالي. السؤال المحوري الآن: هل سيتمكن الزمالك من النهوض من جديد، أم سنشهد نهاية مؤلمة لأحد أعظم الأندية في التاريخ المصري؟
