49 يوماً فقط تفصل المنتخب السعودي عن التحدي الآسيوي الأكبر في تاريخه، بينما تشتعل الأضواء حول جاهزية الأخضر بعد سلسلة من الهزائم المؤلمة التي كشفت تصدعات خطيرة في بنية الفريق.
الصدمة الأولى جاءت بخسارة 0-1 أمام الأردن في نصف نهائي كأس العرب، تلتها هزيمة مدوية 1-0 أمام العراق في مباراة ودية على أرض الإمارات. هذا التراجع المفاجئ يطرح تساؤلات محرجة حول قدرة الأخضر على المنافسة في البطولة التاريخية التي ستستضيفها المملكة في يناير.
للمرة الأولى، يتذوق المنتخب السعودي طعم الهزيمة تحت القيادة الإيطالية للمدرب لويجي دي بياجو، الذي اعتمد على تشكيلة تجريبية ضمت لاعبين شباب. "نراجع خططنا بعد الصدمة الأولى، ونسعى للاستفادة من هذه التجربة المبكرة"، يقول دي بياجو في محاولة لاحتواء القلق المتصاعد.
الأزمة تفاقمت بغياب عباس الحسن بسبب إصابة في الرباط الصليبي، إضافة إلى مشاكل طبية تطال محمد كنو الذي يعاني من آلام في الكاحل، ومراد الهوساوي المصاب بعضلة الفخذ.
تاريخياً، واجهت السعودية تحديات مماثلة في 1996 عندما خسرت ودياً قبل كأس آسيا ثم تألقت في البطولة الفعلية. لكن الوضع الحالي يبدو أكثر تعقيداً، خاصة مع تصاعد موجة الغضب الجماهيري وتساؤلات حول فعالية الجهاز الفني.
المدير الفني السابق هيرفي رينارد كان قد واجه انتقادات مماثلة بعد الخسارة أمام الأردن، مؤكداً أن "البطولة لم تنتهِ ويجب حسم المركز الثالث بانتصار". الآن، يتحمل دي بياجو مسؤولية إعادة بناء الثقة في زمن قياسي.
عامل الوقت يضغط بقوة على الجهاز الفني لإجراء مراجعة شاملة للخطط التكتيكية واستغلال فرصة الاستضافة التاريخية. السؤال الذي يؤرق الجماهير السعودية: هل ستكون هذه الهزائم جرس إنذار مفيد أم بداية لكابوس آسيوي جديد؟
