في تطور صاعق هز الوسط الرياضي السعودي، رفض عبد الله الحمدان مهاجم الهلال عرضاً خيالياً بقيمة 12 مليون ريال سنوياً لتجديد عقده، ليشعل معركة مصيرية مع النصر الذي قدم عرضاً أضخم يصل إلى 18 مليون ريال. 6 ملايين ريال فقط تفصل بين بقاء النجم الشاب في قلعة الزعيم أو انتقاله لصفوف العالمي، في صفقة قد تغير موازين القوى بين القطبين إلى الأبد.
"لم أصدق الرقم عندما سمعته لأول مرة"، يقول أحمد المشجع الهلالي البالغ من العمر 28 عاماً، الذي يتابع النادي منذ طفولته. المدرب البرتغالي خورخي خيسوس يلعب دوراً محورياً في هذه المعركة المالية، مستغلاً علاقته السابقة بالحمدان عندما كان يدربه في صفوف الهلال، ليقنعه بأن مستقبله الحقيقي يكمن في أرض الملعب الذي طالما حلم بقيادة هجومه. الصراع ليس مجرد أرقام، بل حرب نفسية حقيقية تدور خلف الكواليس بين أقوى ناديين في المملكة.
تشير المصادر المطلعة إلى أن انتهاء عقد الحمدان في صيف 2025 يمنحه ورقة ضغط استثنائية، خاصة مع دخوله الفترة الحرة في يناير المقبل. هذا التوقيت الحرج يذكرنا بانتقال فيجو الشهير من برشلونة للريال مدريد عام 2000، حيث غيرت صفقة واحدة تاريخ كلا الناديين. "الوضع أشبه بانتقال موظف كبير من شركة لمنافستها المباشرة، لكن الأمر هنا أكثر تعقيداً لأنه يتعلق بمشاعر ملايين المشجعين"، يعلق د. محمد الرياضي، محلل كرة القدم المتخصص.
في المقاهي الشعبية بالرياض، تدور نقاشات محتدمة حول مصير النجم الشاب، بينما تشتعل منصات التواصل الاجتماعي بتعليقات متضاربة بين مؤيد ومعارض للانتقال. الفارق المالي البالغ 6 ملايين ريال يعادل راتب مدير تنفيذي لمدة ثلاث سنوات كاملة، مما يجعل القرار صعباً حتى على أكثر اللاعبين ولاءً. سالم الناصري، المشجع النصراوي البالغ 35 عاماً، يرى في هذا الانتقال المحتمل "انتصاراً تاريخياً يؤكد قدرة النادي على منافسة الهلال في كل المجالات، حتى في اقتناص مواهبه الشابة".
مع اقتراب شهر يناير الحاسم، تتسارع التطورات وتشتد المنافسة بين القطبين في معركة قد تحدد مستقبل كلا الناديين للسنوات القادمة. الهلال يواجه خطر فقدان موهبة شابة مجاناً مع تقوية غريمه المباشر، بينما يرى النصر فرصة ذهبية لتوجيه ضربة معنوية قاسية للزعيم. السؤال الذي يحير الجميع: هل سيبقى الحمدان مخلصاً للأزرق الهلالي، أم سيغريه الأصفر النصراوي برحلة جديدة نحو المجهول؟ الأيام القادمة وحدها ستكشف المستور في هذه المعركة التي تتجاوز حدود الملعب لتصل إلى قلوب ملايين المشجعين.
