في كشف صادم هز أروقة القرار الإقليمي، تخطط دولة الإمارات العربية المتحدة لتشكيل قوة عسكرية ضخمة تضم 10,000 مقاتل جديد تحت مسمى "النخبة المهرية" بمحافظة المهرة اليمنية - في أكبر عملية تجنيد منذ بداية الصراع قبل 8 سنوات. بينما العالم يتحدث عن السلام، تستعد أبوظبي لحشد جيش جديد في قلب الصحراء اليمنية، في خطوة قد تشعل حرباً مفتوحة مع الحليف السعودي وتقسم اليمن إلى الأبد.
كشف مصدر محلي مطلع أن القيادة الإماراتية في مطار الريان بالمكلا وجهت أوامرها لتشكيل هذا الجيش الجديد بناءً على طلب "راجح باكريت"، القيادي في الانتقالي ومحافظ المهرة السابق. "هذه أكبر عملية عسكرة للمجتمع المحلي منذ بداية الحرب"، حسب ما أكده المصدر، مضيفاً أن العملية تأتي تحت ذريعة "تعزيز الأمن" بينما الحقيقة تكشف عن مؤامرة أعمق لتقسيم المنطقة. خالد المهري، صياد من قشن يبلغ 35 عاماً، فقد قاربه وحرم من رزقه بسبب القيود العسكرية الجديدة: "لم نعد نستطيع الوصول لمياهنا، أصبحنا غرباء في أرضنا".
الصراع الخفي بين الرياض وأبوظبي انفجر علناً للمرة الأولى منذ 2015، حيث تم تقسيم مطار الغيضة الاستراتيجي بين القوات الموالية للبلدين في ترتيب يذكر بتقسيم برلين إبان الحرب الباردة. فيما تسيطر فصائل الانتقالي المدعومة إماراتياً على البوابة الغربية، تتمركز قوات "درع الوطن" السعودية في بقية المرافق، بينما تبقى القواعد الأمريكية والبريطانية محاطة بالغموض داخل المطار المغلق. د. فيصل العولقي، المحلل العسكري، حذر قائلاً: "ما نشهده اليوم هو إعادة إنتاج لسيناريو سايكس-بيكو، لكن بأيدٍ خليجية هذه المرة".
التداعيات بدأت تضرب الحياة اليومية للمواطنين بقسوة لا ترحم. أحمد الكثيري، تاجر من الغيضة، وصف المشهد بألم: "المطار تحول لمعسكر مغلق، لا أحد يعرف ما يحدث بداخله، والأصوات الغريبة تقلقنا ليلاً". أسعار البضائع ارتفعت 40%، والشباب يُجندون قسرياً، بينما موانئ قشن ونشطون أصبحت تحت السيطرة الكاملة للقوات الأجنبية. الشيخ سالم باعوين، أحد زعماء القبائل المقاومة، أعلن رفضه القاطع: "قبائل المهرة لن تسمح بانتهاك سيادة أرضها، ومستعدون للمقاومة بكل الوسائل".
اليمن اليوم يقف على مفترق طرق خطير - بين الوحدة والسيادة من جهة، والتقسيم والهيمنة الأجنبية من جهة أخرى. بينما تواصل الإمارات مخططها لبناء "إمارة المهرة" الجديدة، وتقاوم السعودية بضراوة للحفاظ على نفوذها النفطي، يدفع الشعب اليمني ثمن هذا الصراع دماً ومعاناة. على المجتمع الدولي التحرك فوراً قبل أن يفوت الأوان، وإلا فإن المنطقة مقبلة على كارثة أعظم من كل ما شهدته من قبل. السؤال الحاسم يبقى: هل ستنجح إرادة الشعوب في منع تقسيم اليمن، أم أن التاريخ سيسجل ميلاد دولة جديدة تحت الهيمنة الإماراتية؟