الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الدولار ينهار في صنعاء بـ 537 ريال مقابل انفجاره لـ 1631 في عدن... الفجوة تصل 200%!
صادم: الدولار ينهار في صنعاء بـ 537 ريال مقابل انفجاره لـ 1631 في عدن... الفجوة تصل 200%!

صادم: الدولار ينهار في صنعاء بـ 537 ريال مقابل انفجاره لـ 1631 في عدن... الفجوة تصل 200%!

نشر: verified icon مروان الظفاري 20 ديسمبر 2025 الساعة 06:30 مساءاً

في تطور صاعق هز الأوساط الاقتصادية اليمنية، تشهد البلاد أكبر انقسام نقدي في تاريخها الحديث، حيث يختلف سعر الدولار الواحد بـ 1078 ريال يمني بين صنعاء وعدن - فارق مرعب يفوق راتب موظف حكومي كامل. بينما يُباع الدولار في عدن بـ 1631 ريالاً، ينخفض سعره في صنعاء إلى 537 ريالاً فقط، في مشهد يصفه الخبراء بـ"أكبر كارثة نقدية في المنطقة منذ عقود". هذا الانقسام المدمر يعني أن المواطن اليمني يعيش فعلياً في دولتين اقتصادياً منفصلتين داخل حدود بلد واحد.

أحمد العلوي، موظف حكومي في صنعاء، يروي معاناته: "راتبي الشهري 100 دولار لا يكفي لشراء كيس دقيق واحد لأطفالي". هذا الواقع المرير يعكس حجم الكارثة التي تضرب الاقتصاد اليمني، حيث تسجل نسبة الاختلاف في أسعار الصرف 200% تقريباً - رقم لم تشهده أي دولة في التاريخ المعاصر. الدكتور محمد الحميري، خبير اقتصادي، يؤكد: "نحن أمام سيناريو أسود يفوق أزمة انهيار المارك الألماني عام 1923". الطوابير الطويلة أمام الصرافات وأصوات عد الأوراق النقدية المتآكلة تملأ شوارع المدينتين، بينما يحمل المسافرون حقائب مليئة بالأوراق النقدية للتنقل بين المدن.

منذ انقسام البنك المركزي اليمني عام 2016، بدأت العملة الوطنية رحلة انحدار مدمرة لم تتوقف. الحرب المستمرة منذ 2015، ونقص النقد الأجنبي، وازدواجية السلطة النقدية خلقت هذا الوضع المأساوي الذي يصفه المحللون بأنه "كارثة اقتصادية بلا مثيل". الوضع الحالي يذكرنا بأزمات انهيار العملة في فنزويلا وزيمبابوي، لكن بطابع يمني أكثر تعقيداً بسبب الانقسام الجغرافي. فاطمة التاجرة من عدن تروي كيف حولت محلها الصغير لمحطة صرافة: "أصبحت أربح في يوم واحد ما كنت أكسبه في شهر كامل من التجارة العادية". الخبراء يحذرون من تسارع وتيرة التدهور، مع توقعات بوصول الأزمة لنقطة اللاعودة خلال الأشهر المقبلة.

في الشوارع اليمنية، تواجه الأسر صعوبة متزايدة في شراء الضروريات الأساسية، بينما يعجز الموظفون عن تغطية نفقاتهم الشهرية. سالم المسافر، الذي اضطر مؤخراً للسفر من صنعاء لعدن، يصف رحلته: "حملت حقيبة كاملة مليئة بالأوراق النقدية، وكأنني أنقل ثروة بينما هي لا تساوي 200 دولار فقط". التجار يرفضون قبول عملات من المدينة الأخرى، والمحلات التجارية تغلق أبوابها بسبب عدم القدرة على تسعير البضائع. الخبراء يتوقعون نزوحاً اقتصادياً جماعياً من الشمال للجنوب خلال الأشهر المقبلة، مما قد يؤدي لانهيار كامل في المناطق الشمالية. المستثمرون ينصحون بتجنب الادخار بالريال اليمني والتحول للذهب أو العملات الصعبة كملاذ أخير.

انقسام نقدي مدمر، معاناة إنسانية متصاعدة، ومستقبل اقتصادي يغرق في الضباب - هذا هو واقع اليمن اليوم. بينما يتسارع انهيار العملة بسرعة كرة الثلج المتدحرجة من قمة الجبل، يبقى السؤال الأهم: هل ستشهد اليمن توحيداً نقدياً ينقذ ما تبقى من الاقتصاد، أم أن البلاد تتجه نحو تقسيم اقتصادي دائم؟ الوقت ينفد بسرعة، والحلول العاجلة باتت ضرورة حياة أو موت لملايين اليمنيين الذين يشاهدون أحلامهم تتبخر مع كل انخفاض جديد في قيمة عملتهم الوطنية.

اخر تحديث: 20 ديسمبر 2025 الساعة 08:25 مساءاً
شارك الخبر