للمرة الثامنة في تاريخه، يجد نادي الزمالك نفسه في قبضة الفيفا المالية، حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم أمس الجمعة إيقاف قيد القلعة البيضاء مجدداً بسبب مديونية تقدر بـ 59 مليون جنيه. الصدمة الأكبر أن 170 ألف يورو فقط - قيمة قسط واحد لنادي شارلروا البلجيكي - كانت كافية لتجنيب النادي العريق هذه الكارثة الجديدة. الساعات القليلة القادمة قد تحدد مصير النادي الذي يقف على حافة الهاوية المالية.
انفجرت القنبلة عندما كشف مصدر من داخل الزمالك أن "الوضع خطير جداً ونحتاج لحلول عاجلة" بعد فشل النادي في سداد القسط الأول من صفقة اللاعب الفلسطيني عدي الدباغ من نادي شارلروا البلجيكي. محمد الشناوي، مشجع الزمالك منذ 30 عاماً، يصف صدمته: "أشاهد ناديي المحبوب ينهار أمام عيني.. كيف وصلنا لهذا الحد؟" المأساة الحقيقية تكمن في قائمة المديونيات الطويلة: جوزيه جوميز 120 ألف دولار، كريستيان جروس 133 ألف دولار، وفرجاني ساسي 505 ألف دولار.
تراكمات السنوات الطويلة من سوء الإدارة المالية تطفو على السطح اليوم كالوحش الكاسر. النادي الذي حقق أمجاداً قارية عظيمة يجد نفسه مكبلاً بقيود الفيفا مثل أسير الحرب المالية. د. أحمد سليمان، خبير الإدارة الرياضية، يحذر: "هذا انهيار للنموذج الإداري بأكمله.. الزمالك يسير في نفس طريق ليدز يونايتد الإنجليزي الذي انهار بسبب الديون". القلعة البيضاء تشبه اليوم مريضاً في العناية المركزة - أي قرار خاطئ قد يكون القاضية.
الكارثة لا تتوقف عند الأرقام، بل تمتد لتشل حياة ملايين المشجعين الذين يترقبون كل انتقال بأمل متجدد. كريم العراقي، نجم الزمالك السابق، يتألم: "لا أستطيع تصديق أن النادي الذي لعبت له بفخر يعاني هكذا". الإدارة تعمل بحمى على توفير السيولة المالية، لكن الوقت ينفد والانتقالات الشتوية على الأبواب. المحامي خالد مرتضى يكافح لإيجاد حلول قانونية سريعة، بينما يزداد القلق في أوساط اللاعبين الذين يخشون من عدم قدرة النادي على ضم تدعيمات جديدة.
النادي العريق يقف اليوم على مفترق طرق حاسم بين الإنقاذ والانهيار الكامل. الحلول متاحة لكنها تتطلب تدخلاً عاجلاً من الرعاة والمستثمرين قبل أن تغرق القلعة البيضاء نهائياً في بحر الديون. السؤال الذي يؤرق كل محب للكرة المصرية: هل سيصمد الزمالك أمام هذه العاصفة المالية المدمرة، أم أن نهاية أسطورة الكرة العربية باتت أقرب من أي وقت مضى؟