في تطور صادم هز الدوري السعودي، فجر نادي وج مفاجأة مدوية برفضه التام لقرار تأجيل مباراته أمام القلعة، معلناً أن 6 مباريات في 21 يوماً فقط تنتظر لاعبيه - معدل مباراة كل 3.5 أيام في كثافة مرهقة تهدد بتدمير اللاعبين بدنياً. قبل 48 ساعة من المباراة المقررة في الطائف، سقطت صاعقة القرار المفاجئ الذي غير كل الحسابات وأشعل غضب إدارة النادي والجماهير.
وسط أجواء متوترة، أصدر نادي وج بياناً ناريا عبر منصة إكس، معرباً عن "بالغ الاستغراب والأسف الشديد" من قرار لجنة المسابقات المتسرع. أبو فهد، من مشجعي وج منذ 20 عاماً، يروي قصته المؤلمة: "اشتريت تذاكر الطيران من جدة للطائف، وحجزت في الفندق، ثم فوجئت بالإلغاء في آخر لحظة دون أي استشارة!" المشهد تكرر مع مئات المشجعين الذين ألغوا خططهم وتكبدوا خسائر مالية فادحة، بينما تردد في أروقة النادي أصوات الاعتراضات الغاضبة.
الأزمة بدأت عندما ضربت مشاكل تشغيلية مؤقتة مطار الملك خالد بالرياض، مما أدى لإلغاء رحلة فريق القلعة. هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها نادي وج مثل هذا الظلم - فقد تأجلت مباراة الريان الأسبوع الماضي أيضاً، ليصبح النادي ضحية لقرارات إدارية متكررة. د. سالم الكروي، خبير الشؤون الرياضية، يحذر: "هذا الضغط كعصر برتقالة حتى آخر قطرة - اللاعبون سينهارون بدنياً ونفسياً تحت وطأة هذا الجدول المجنون."
التأثير لا يقتصر على اللاعبين فقط، بل يمتد لحياة الآلاف. محمد الطائفي، لاعب وسط في النادي، ألغى خطة سفره للعائلة بعد المباراة المؤجلة، فيما تضررت السياحة المحلية في الطائف بسبب إلغاء مئات الحجوزات. الأخطر من ذلك كله أن موعد المباراة الجديد في 5 يناير يتزامن مع فترة التسجيل الشتوية، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول عدالة المنافسة وإمكانية استفادة القلعة من تسجيل لاعبين جدد. خالد الإداري، مدير العمليات في النادي، يصرخ بمرارة: "نحن نتحمل خسائر مالية ونفسية بسبب قرارات لم نشارك فيها - هذا انتهاك صارخ لمبدأ الشفافية!"
رغم المحاولات المتكررة لإيجاد حلول بديلة - من تغيير خط سير القلعة إلى جدة مع توفير حافلة، إلى تأجيل المباراة لنهاية الموسم - قوبلت جميع مقترحات النادي بالتجاهل التام. نادي وج يقف الآن على مفترق طرق، معلناً احتفاظه بكامل حقوقه النظامية، بينما يتسائل الجمهور الرياضي: هل ستستمر الأندية الصغيرة في دفع ثمن القرارات المتسرعة التي تدمر العدالة الرياضية؟ المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد.