في تطور صادم هز الأسواق العالمية، انطلقت 3.4 مليار دولار عبر المحيط الأطلسي خلال ساعات قليلة، لتغادر أضواء لندن الباهتة وتهبط في أحضان القاهرة الدافئة. محمد منصور، الملياردير المصري البالغ من العمر 77 عامًا، اتخذ قرارًا مصيريًا سيغير خريطة الاستثمار العالمية إلى الأبد - ترك الجنسية الذهبية البريطانية بعد 8 سنوات من الإقامة في قلب الإمبراطورية المالية العالمية.
وسط صراخ أجهزة الإنذار في أروقة البورصات الأوروبية، كشفت وثائق رسمية حصرية عن نقل منصور مقر إقامته من حي مايفير الأنيق إلى وطنه الأم. "رأيت منصور يتحدث عن الحنين لمصر منذ شهور"، يروي جمال المقاول، شريكه السابق في صفقات عقارية بمليارات الدولارات. بينما تصمت هواتف مكاتبه في لندن، تضج القاهرة بأصداء عودة أحد أقوى رجال المال في الشرق الأوسط، حاملاً معه إمبراطورية امتدت جذورها منذ عام 1952.
وراء هذا القرار العملاق تكمن حرب ضريبية شرسة أعلنتها بريطانيا على أصحاب الثروات الطائلة، حيث قلصت فترة الإعفاء الضريبي من 10 سنوات إلى 4 سنوات فقط - انخفاض بنسبة 60% يشبه قنبلة موقوتة في وجه المستثمرين العالميين. مثل طوفان يكتسح كل شيء في طريقه، تتساقط أسماء المليارديرات واحدًا تلو الآخر: ترويلس هولش بوفلسن مؤسس إمبراطورية الأزياء العالمية عاد للدنمارك، وفريدريك دي ميفيوس من عائلة المشروبات العملاقة لجأ لبلجيكا. بريطانيا تخسر أبناءها بالتبني، والعالم يشهد هجرة عكسية لم تحدث منذ عقود.
في شوارع القاهرة المزدحمة، حيث تختلط رائحة الياسمين بدخان المصانع، يستعد الاقتصاد المصري لاستقبال ثورة استثمارية حقيقية. "د. محمود الاقتصادي"، خبير التمويل الدولي، يتنبأ بجرأة: "عودة منصور ستجلب مليارات الاستثمارات الجديدة وتخلق آلاف فرص العمل خلال الشهور القادمة." بينما سارة منصور، مديرة الاستثمارات الشابة، تستعد لقيادة المرحلة الجديدة من استثمارات العائلة في أرض الكنانة. من الاستثمار المبكر في عمالقة التكنولوجيا مثل إير بي إن بي وسبوتيفاي، إلى إدارة أكبر وكالات معدات البناء لشركة كاتربيلر عالميًا، منصور يحمل خبرة 72 عامًا من النجاح المتواصل.
السؤال الذي يحبس أنفاس الملايين الآن: هل ستكون عودة منصور بداية عصر جديد من الاستقلال الاقتصادي العربي؟ وسط صمت رهيب من ممثلي منصور حول أسباب هذا القرار التاريخي، تتسابق الحكومات لفهم رسالة واضحة كالشمس: العدالة الضريبية أم طرد الاستثمارات؟ الخيار صعب، والثمن أغلى مما تتصور أي حكومة.
