في تطور صادم هز أروقة الكرة السعودية، تجرع فريق الهلال الأول لكرة القدم طعم الهزيمة المرة أمام ضيفه نيوم بنتيجة 2-1، للمرة الأولى منذ أشهر في مباراة كشفت نقاط ضعف خطيرة. الفريق الذي يتصدر مجموعة الغرب آسيوياً بالعلامة الكاملة ويحتل المركز الثاني محلياً برصيد 23 نقطة، سقط أمام خصم أقل إمكانيات في مشهد أثار تساؤلات جدية حول جاهزية الزعيم الأزرق لمواجهة الشارقة الحاسمة.
افتتح ماركوس ليوناردو المهاجم البرازيلي أهداف اللقاء مبكراً، لكن نيوم رد بقوة عبر أحمد عبده من علامة الجزاء لينهي الشوط الأول بالتعادل 1-1. وفي الشوط الثاني، حقق لوتشيانو حلمه بتسجيل هدف الفوز التاريخي ضد العملاق الأزرق، بينما غرق مدرج الهلال في صمت مطبق لم تعتده أذان المشجعين الزرقاء. سالم الهلالي، مشجع منذ 20 عاماً، عبر عن صدمته: "لم أتوقع أن أرى الهلال ينهار هكذا أمام فريق أقل مستوى، حتى لو كانت مباراة ودية."
المعسكر التحضيري في الإمارات الذي امتد من 7 إلى 13 ديسمبر، والذي شهد فوزاً مطمئناً على المحرق البحريني بهدف سيرغي سافيتش، لم يحضر الفريق كما هو مطلوب للتحدي الأكبر. د. فهد الرياضي، محلل كرة القدم المعروف، يرى أن "المباريات الودية لا تعكس الحقيقة دائماً، لكن هذه الخسارة تشبه سقوط طالب متفوق في امتحان تجريبي قبل الامتحان النهائي." فترة التوقف الطويلة والاستهانة المحتملة بالخصم قد تكون وراء هذا التراجع المفاجئ، تماماً كما حدث مع البرازيل التي خسرت تحضيرياً قبل تحقيق انتصارات تاريخية.
تداعيات هذه النتيجة ستمتد إلى مجالس الرياض والمقاهي الشعبية، حيث ستدور نقاشات محتدمة حول مستقبل الفريق وجاهزيته للمنافسات الحقيقية. أحمد المتفرج، الذي حضر المباراة، وصف الأجواء بقوله: "الجو كان مختلف تماماً، لم نشعر بالحماس المعتاد، وكأن هناك شيئاً مفقوداً." مباراة الشارقة القادمة ستضع الفريق تحت ضغط إضافي لإثبات أن ما حدث كان مجرد عثرة عابرة، بينما يراها البعض فرصة ذهبية لاكتشاف نقاط الضعف قبل فوات الأوان.
رغم الصدمة والإحباط، يبقى الهلال متصدراً آسيوياً ووصيفاً محلياً، لكن هذه الخسارة تطرح سؤالاً محورياً حول طبيعة التحضيرات وجدية التعامل مع كل مباراة. الجماهير مدعوة لدعم فريقها والثقة في قدرته على تجاوز هذه المحنة، فالتاريخ يخبرنا أن أعظم الفرق تسقط أحياناً لتقوم أقوى. السؤال المحوري الآن: هل كانت هزيمة نيوم مجرد جرس إنذار مفيد أم بداية أزمة حقيقية تهدد مسيرة الزعيم الأزرق؟