في تطور مؤثر هز قلوب الملايين، قدم النجم السعودي قعيد المجد جزءاً من جائزته الثمينة في مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل صدقة جارية عن روح الراحل أبو مرداع، في لحظة إنسانية نادرة أثبتت أن الأخوة الحقيقية تتجاوز حدود الحياة والموت. هذا الموقف النبيل جاء بعد أسابيع من الحادث المأساوي الذي هز عالم صناعة المحتوى السعودي، عندما فقد المجتمع الرقمي واحداً من أبرز وجوهه الكوميدية.
الحادث المفجع الذي وقع في منطقة حائل خلال تصوير محتوى جديد، حصد حياة عبدالله بن مرداع القحطاني "أبو مرداع" في موقع الحادث مباشرة، بينما صديقه "أبو حصة" لا يزال يقاتل من أجل الحياة في العناية المركزة. "كان الصوت مرعباً، سمعته من بعيد وأدركت أن شيئاً فظيعاً قد حدث" يروي أحمد الحائلي، شاهد العيان الذي وصل إلى موقع الحادث. في 15 ثانية فقط، تحولت رحلة بحث عن المحتوى الجديد إلى مأساة حقيقية غيرت مسار حياة عائلتين إلى الأبد.
ما يجعل هذه المأساة أكثر ألماً هو أنها ليست الأولى من نوعها في عالم صناعة المحتوى، حيث تشير الإحصائيات إلى أن 70% من صناع المحتوى يتعرضون لمواقف خطيرة أثناء السعي وراء المشاهدات والإعجابات. د. فهد السلامة، خبير أمان الطرق، يحذر قائلاً: "المحتوى الخطير يقتل أكثر مما يسلي، والثمن باهظ جداً". هذا الضغط المحموم للحصول على محتوى فريد ومثير دفع العديد من الشباب إلى تجاهل أبسط قواعد السلامة، محولين شغفهم بالإبداع إلى مخاطرة بالحياة.
وراء هذه الأرقام والإحصائيات، هناك قصة إنسانية مؤلمة تتمثل في سارة المرداع، زوجة الراحل وأم لطفلين صغيرين، التي تواجه الآن تحدي الحياة بمفردها بعد فقدان العائل. موقف قعيد المجد النبيل في التصدق بجائزته - التي تعادل راتب موظف لعامين - يعكس قيم الأخوة الحقيقية التي تتجاوز المنافسة في عالم صناعة المحتوى. هذه البادرة الإنسانية تفتح الباب أمام أسئلة مهمة حول مسؤولية نجوم مواقع التواصل تجاه زملائهم وعائلاتهم، وتؤكد أن النجاح الحقيقي يُقاس بالقيم الإنسانية وليس فقط بأرقام المتابعين.
هذا الحادث المؤلم يجب أن يكون نقطة تحول في عالم صناعة المحتوى العربي، درساً قاسياً يذكرنا بأن الحياة أثمن من أي محتوى مهما بلغت جودته أو انتشاره. موقف قعيد المجد يرسم صورة مشرقة لما يجب أن تكون عليه العلاقات في هذا المجال، حيث الأخوة والتكافل يتفوقان على المنافسة والأنانية. السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سنتعلم من هذا الدرس المؤلم، أم سنترك المأساة تتكرر؟