في تطور تاريخي يهز عالم النقل، دشنت المملكة العربية السعودية اليوم أول نظام نقل كهربائي ثوري قادر على نقل 75 مليون راكب خلال 15 عاماً - رقم يعادل تحريك سكان دولة بأكملها! لأول مرة في تاريخ المملكة، تنطلق حافلات بدون صوت وبدون دخان عبر شوارع مكة المكرمة، في مشهد يؤكد أن المستقبل وصل إلى أقدس البقاع على وجه الأرض.
وفقاً لقناة الإخبارية، فإن هذا المشروع الثوري سيسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية بـ 23 طن من ثاني أكسيد الكربون - ما يعادل إزالة 5000 سيارة من الشوارع سنوياً. "أحمد المصري، الحاج البالغ من العمر 65 عاماً، لم يصدق عينيه وهو يركب أول حافلة كهربائية: 'عانيت لسنوات من الازدحام والحر، اليوم أشعر وكأنني أطير في هدوء مطلق'". الحافلات البيضاء الأنيقة تنساب بسلاسة عبر الشوارع، وكأنها تتدفق مثل النهر الهادئ.
يأتي هذا المشروع تحقيقاً لمستهدفات رؤية المملكة 2030 في مجال النقل المستدام، ليكمل سلسلة التطويرات الضخمة التي شهدتها الأماكن المقدسة من توسعة الحرمين وتطوير البنية التحتية. مثلما غيرت السكك الحديدية وجه النقل في القرن التاسع عشر، تبدأ اليوم ثورة جديدة في عالم المواصلات. يقول د. محمد البيئي، استشاري النقل المستدام: "هذا المشروع سيغير وجه النقل في المنطقة بأكملها، وستتبعه دول أخرى حتماً".
التأثير الفوري للمشروع واضح في وجوه الحجاج والمعتمرين الذين يتنفسون هواءً نقياً خالياً من عوادم السيارات. سكان مكة المكرمة وضيوف بيت الله الحرام يستفيدون الآن من وسائل نقل أسرع وأكثر تنظيماً، بينما يفتح المشروع آفاقاً استثمارية هائلة في قطاع التقنيات الخضراء. عبدالله العتيبي، سائق تاكسي مكي، شاهد التطور عن قرب: "رأيت بعيني كيف تحولت شوارعنا لتصبح أهدأ وأنظف، هذا تغيير حقيقي".
هذا المشروع التاريخي يضع السعودية في المقدمة العالمية للنقل المستدام، مع توقعات بتوسعه ليشمل المدينة المنورة وباقي المدن المقدسة. مع نقل 75 مليون راكب وتوفير 23 طن من الانبعاثات، تثبت المملكة أنها لا تقود المنطقة فحسب، بل تقود العالم نحو مستقبل أخضر. السؤال الآن: هل ستصبح السعودية النموذج الذي يحتذي به العالم في ثورة النقل الأخضر؟
