في تطور صادم هز الوسط الرياضي المصري، أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) إيقاف نادي الزمالك عن قيد لاعبين جدد للمرة السابعة على التوالي، في مأساة تتكرر كل عام مثل فيلم رعب لا ينتهي. سبع قضايا مالية معلقة تحول العملاق المصري إلى أسير أمام محاكم فيفا، مع اقتراب فتح سوق الانتقالات الشتوي في يناير المقبل.
كشفت مصادر خاصة في نادي الزمالك أن سبع قضايا مالية متراكمة وراء هذا الإيقاف المدمر، بينما يحتاج النادي إلى تسوية جميع هذه المبالغ المستحقة ليتمكن من العودة لسوق الانتقالات. "الوضع معقد جداً ويحتاج تدخل عاجل"، قال مصدر مطلع، فيما يعيش أحمد الزملكاوي، 35 عاماً، مشجع متعصب للزمالك منذ الطفولة، حالة إحباط شديد من تكرار نفس المأساة كل عام. ملايين الجنيهات المستحقة تقف حائلاً أمام حلم الجماهير في رؤية تعاقدات جديدة تعيد الأمل للقلعة البيضاء.
هذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها الزمالك هذا الكابوس المالي، فالنادي العريق يعاني من نفس المشكلة منذ سنوات بسبب سوء الإدارة المالية والأزمة الاقتصادية الخانقة. مثل أزمة ليفربول في الثمانينيات عندما كادت المشاكل المالية تدمر تاريخ النادي العريق، يقف الزمالك اليوم على مفترق طرق حاسم. الخبراء يحذرون من انهيار كامل إذا لم تتخذ خطوات جذرية فوراً، بينما يشدد فيفا قبضته على تطبيق القوانين المالية بلا هوادة.
في الجانب الآخر من العاصمة، يواصل النادي الأهلي معاناته مع إصابات ثلاثة من نجومه الأساسيين: محمد مجدي أفشة وأشرف بن شرقي وكريم فؤاد، بينما تدور مفاوضات حاسمة مع النجم المالي آليو ديانج حول تجديد عقده. محمد الأهلاوي، طبيب العلاج الطبيعي، يعمل ليل نهار لإعادة تأهيل نجوم الفريق المصابين، فيما تتصاعد التكهنات حول مستقبل ديانج مع القلعة الحمراء. هذه الأزمات المتفاقمة تلقي بظلالها الثقيلة على الكرة المصرية في وقت حساس يشهد تحضيرات منتخب مصر لكأس الأمم الأفريقية.
مع وصول بعثة منتخب مصر إلى المغرب استعداداً للمشاركة في البطولة الأفريقية، تبقى الأسئلة المؤلمة معلقة في الهواء. هل ستنجح إدارة الزمالك في كسر حلقة الفشل المفرغة؟ وهل سيتمكن الأهلي من استعادة نجومه المصابين في الوقت المناسب؟ الوقت ينفد والإنقاذ يحتاج معجزة حقيقية، فالسؤال المؤلم يبقى: هل نشهد نهاية عصر الزمالك كما نعرفه؟
