في ليلة قد تغير مجرى التاريخ الرياضي المصري، يحمل 5 حكام مصير 40 مليون قلب أهلاوي بين أيديهم، بينما تستعد تقنية الـ VAR لمراقبة كل تفصيلة في مواجهة تتجاوز حدود كرة القدم العادية. المباراة الثانية فقط وقد تحدد مصير موسم النادي الأكثر شعبية في أفريقيا! لا يحق للأهلي المزيد من التعثر، فالليلة إما انتصار ينقذ الموسم أم كارثة رياضية تهدد بانهيار الأحلام.
الحكم محمد العتباني يقود طاقماً من 5 محكمين في مهمة شبه مستحيلة لإدارة مباراة تحمل ثقل توقعات الملايين. "أحمد المحلاوي، مشجع أهلاوي متحمس، يقول وعيناه تلمعان بالأمل: الحكم العتباني لازم يكون عادل مع النادي الأهلي بعد الظلم اللي شفناه في مباريات كتير". وفي غرفة تقنية الفيديو، يجلس محمد دسوقي كحارس للعدالة الرقمية، مستعداً لتصحيح أي خطأ قد يكلف فريقاً بأكمله أحلامه.
التاريخ يذكرنا بمباراة الأهلي والزمالك 2019 عندما غيّرت تقنية الـ VAR مجرى المباراة وأشعلت جدلاً امتد لشهور. اليوم، يحتاج الأهلي للانتصار كما يحتاج المريض للدواء بعد تعثره المؤلم في الجولة الأولى الذي ترك الجماهير في حالة صدمة. المحللون يتوقعون مباراة تشبه حقل ألغام، حيث كل قرار تحكيمي قد يفجر غضب الملايين أو يشعل الأمل من جديد.
"سامي عبدالله، من عشاق المدرجات، يهمس بقلق: الأهلي لازم يرجع لطبيعته النهاردة عشان الموسم ما يضيعش بدري". بينما على الطرف الآخر، يلعب سيراميكا بقوة التيار الكهربائي - صغير لكن صاعق، يحلم بتكرار المعجزات وإسكات النقاد. ملايين المصريين سيتجمدون أمام الشاشات في الساعة 8:00 مساءً، وستتوقف الحياة اليومية لـ 90 دقيقة قد تحدد مزاج الشارع لأسابيع قادمة.
استاد المقاولون العرب سيشهد ضغطاً نفسياً يعادل وزن هرم خوفو على كتفي اللاعبين والحكام معاً. النتيجة لن تحدد فقط مصير البطولة، بل قد تكون نقطة تحول في موسم الأهلي إما للانطلاق نحو المجد أو السقوط في دوامة الأزمات. على الجماهير دعم فريقها بحضارية واحترام قرارات التحكيم مهما كانت النتيجة. السؤال الذي يحرق الألسن الليلة: هل سينجح العتباني في إدارة عادلة تُرضي الجميع، أم سنستيقظ غداً على جدل تحكيمي جديد يشعل مواقع التواصل ويقسم الرأي العام؟
