في تطور يهز أركان الكرة المصرية، يدفع النادي الأهلي مبلغاً خيالياً قدره 30 مليون جنيه بالإضافة لاثنين من لاعبيه لضم حامد حمدان، نجم بتروجت الصاعد - مبلغ يعادل راتب 200 موظف عادي لسنة كاملة! في الوقت نفسه، تتصارع 6 أندية من 4 دول مختلفة على ضم الموهبة الذهبية خلال 48 ساعة فقط، في سباق محموم قد يحدد مصير هجوم الأحمر لسنوات قادمة.
وسط هذا الصراع المحتدم، يواصل ييس توروب، المدير الفني للأهلي، تحضيراته المكثفة لمواجهة سيراميكا بكأس العاصمة، وهو يدرك تماماً أن فريقه يواجه أزمة حقيقية في خط الهجوم. "أحمد الحارس، مشجع أهلاوي من المنصورة" يعبر عن قلقه قائلاً: "نخاف نخسر حمدان زي ما خسرنا لعيبة كتير قبل كده بسبب الفلوس". المفاوضات وصلت لمرحلة حرجة، خاصة بعد وصول عرض ليبي رسمي خلال الـ48 ساعة الماضية فقط.
جذور هذا الصراع تعود لإصابة المهاجم الأردني يزن النعيمات بالرباط الصليبي، والتي جاءت صدمة قاسية بعدما كان ضمن اهتمامات الأهلي. هذه الإصابة، مقترنة بتحفظات توروب الواضحة على أداء ثنائي الهجوم محمد شريف والسلوفيني جراديشار، دفعت الإدارة للتحرك بقوة في السوق. معركة ضم حمدان تذكرنا بصراعات الأهلي والزمالك التاريخية على كبار النجوم، لكن هذه المرة العدو مختلف - إنه المال العربي الطائل.
تأثير هذا السباق المحموم وصل للمقاهي الشعبية التي تتابع كل تطور لحظة بلحظة، بينما مواقع التواصل الاجتماعي تغلي بتعليقات الجماهير المنقسمة بين الأمل والخوف. "خالد سائق التاكسي" يلخص شعور الشارع: "الفريق محتاج مهاجم يعرف يسجل، مش زي اللي عندنا دلوقتي". العروض القطرية والكويتية والليبية تتفوق مالياً على عرض الأهلي، مما يضع النادي العريق أمام تحدي الاختيار بين الكبرياء التاريخي والواقع المالي الصعب.
الساعات القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل هجوم الأهلي، فالنادي يسابق الزمن لحسم صفقة حمدان والعثور على مهاجم أجنبي بديل قبل انتهاء فترة الانتقالات الشتوية. النجاح في هذه المهمة المزدوجة قد يعيد للعملاق المصري بريقه، بينما الفشل سيفتح تساؤلات عميقة حول قدرته على المنافسة في عصر الاستثمارات العربية الجنونية. هل سيصمد تاج الكرة المصرية أمام إغراءات الذهب الأسود؟