في مفاجأة مدوية هزت أركان الكرة السعودية، سقط نادي الهلال العملاق الأزرق أمام نيوم الطموح بهزيمة قاسية 2-1 في مباراة ودية بدت كأنها نهائي كأس عالم. الرقم الصغير 2-1 تحول إلى صاعقة حقيقية أطاحت بثقة جماهير الهلال التي شاهدت فريقها، صاحب الميزانية الضخمة وبطل آسيا 4 مرات، ينكسر أمام نادٍ بميزانية متواضعة على بُعد أسابيع قليلة من انطلاق دوري روشن الحاسم.
تحولت مدرجات ملعب العين الإماراتية إلى مسرح للصدمة عندما نجح أحمد عبده في تسجيل الهدف الأول لنيوم من ركلة جزاء، قبل أن يضيف لوتشيانو الهدف الثاني القاتل. رد ليوناردو بهدف وحيد للهلال في الدقيقة 25، لكنه لم يكن كافياً لتجنب الهزيمة المذلة. "لم أصدق عيني وأنا أشاهد العملاق الأزرق ينهار هكذا"، قال خالد الهلالي، مشجع الهلال منذ 30 عاماً، بينما احتفل سالم النيومي من تبوك كطفل صغير برؤية فريق مدينته يحقق المعجزة.
جاءت هذه الهزيمة المفاجئة بعد معسكر إعدادي دام 7 أيام في مدينة العين، والذي كان من المفترض أن يعيد الهلال لأفضل حالاته استعداداً لاستئناف دوري روشن الذي توقف بسبب مشاركة المنتخب السعودي في كأس العرب. الخبراء يشيرون إلى أن الانقطاع الطويل عن المنافسات الرسمية قد يكون وراء هذا التراجع المفاجئ، في تذكير بمفاجآت مماثلة شهدها تاريخ الكرة العالمية مثل هزيمة البرازيل الصادمة أمام ألمانيا في مونديال 2014.
تتزايد التساؤلات حول تأثير هذه النتيجة على معنويات اللاعبين قبل عودة المنافسات الرسمية، خاصة مع الضغوط المتزايدة التي ستواجه الجهاز الفني. في المقابل، يرى المحللون أن هذه الهزيمة قد تكون جرس إنذار مفيداً يدفع إدارة الهلال لإعادة تقييم استراتيجيتها وحل المشاكل الخفية قبل فوات الأوان. نادي نيوم، من جانبه، يحاول الاستفادة من هذا الانتصار التاريخي لبناء الثقة والزخم قبل التحديات القادمة في الدوري.
رغم الصدمة الحالية، تبقى الحكمة في عدم الاستعجال في الأحكام، فالمباريات الودية لا تعكس دائماً الواقع الحقيقي للفرق. لكن السؤال الذي يؤرق جماهير الهلال الآن: هل هذه مجرد عثرة عابرة في رحلة العملاق الأزرق، أم أنها بداية لموسم صعب مليء بالتحديات غير المتوقعة؟