في تطور صادم هز أوساط كرة السلة المصرية، تستعد الغردقة لاحتضان أهم مباراة في تاريخ المدينة، حيث استثمرت مصر 36 مليون جنيه في صالة واحدة بالصحراء لتشهد اليوم صراعاً ناريّاً بين عملاقي الكرة المصرية. 10 أيام فقط تفصلنا عن حدث سيعيد تشكيل خريطة الرياضة المصرية إلى الأبد، بعد قرار مفاجئ بنقل مباراة السوبر من العاصمة إلى قلب الصحراء.
محمد الطيار، مشجع الأهلي من الإسماعيلية، لا يزال في صدمة من القرار: "اضطررت لإلغاء حجز الفندق وتذكرة القطار بعد تغيير المكان، الآن علي السفر 500 كيلومتر للغردقة". المفارقة أن هذا القرار جاء كصاعقة غيرت كل الخطط، حيث رفض الأهلي إقامة المباراة في الإسماعيلية لأسباب غير معلنة، ليجد اتحاد السلة نفسه مجبراً على البحث عن بديل في اللحظة الأخيرة.
الصراع الإداري وراء الكواليس يكشف معادلة معقدة: الأهلي بـ11 لقب دوري يرفض أي تنازلات، بينما الاتحاد السكندري حامل لقب السوبر الأخير يسعى للاحتفاظ بالكأس. "قرار حكيم لنشر الرياضة خارج القاهرة" كما وصفه مصدر في اتحاد السلة، لكن خبراء يحذرون من تحدي تنظيمي غير مسبوق في مدينة سياحية لم تشهد حدثاً رياضياً بهذا الحجم.
سارة حسن، مديرة فندق بالغردقة، تشهد ثورة حقيقية: "إقبال استثنائي على الحجوزات لأول مرة في ديسمبر، الغردقة تتحول من مدينة شواطئ إلى عاصمة رياضية". الصالة المغطاة التي افتتحها المهندس حسن صقر عام 2010 ستستضيف 5000 مشجع وسط أجواء صحراوية تتناقض مع برودة التكييف الداخلي، في مشهد يشبه نقل حفل زفاف ملكي من قصر فخم إلى واحة في الصحراء.
التساؤل المصيري يبقى معلقاً في الهواء مثل كرة السلة قبل التصويب الحاسم: هل ستنجح الصحراء في احتضان أحلام عشاق الكرة المصرية، أم ستكون هذه مغامرة محفوفة بالمخاطر؟ الإجابة ستأتي في 28 ديسمبر، عندما تتحول الغردقة لساعات قليلة من جنة سياحية هادئة إلى بركان رياضي ملتهب.
