في صدمة حقيقية هزت أركان الكرة السعودية، سجل النادي الأهلي رقماً قياسياً محرجاً بالاستغناء عن نجمه البلجيكي ماتيو دامس خلال 30 يوماً فقط من التعاقد معه، في قرار يحول استثماراً بقيمة 4.5 مليون يورو إلى خسارة فادحة تهدد مصداقية النادي في سوق الانتقالات العالمية.
أحمد الأهلاوي، مشجع متعصب أنفق راتب شهر كامل على تذاكر ومواد رسمية للترحيب بدامس، لم يصدق الخبر: "كنت أحلم برؤيته يرفع كأس الدوري، والآن أشعر وكأنني اشتريت سيارة فارهة تعطلت في أول أسبوع". اللجنة الفنية كانت واضحة في تقييمها المدمر: فشل اللاعب البلجيكي في إثبات نفسه وفرض موهبته تحت قيادة المدرب الألماني ماتياس يايسله، مما جعل القرار حتمياً رغم فداحة الخسارة المالية.
خلف هذا القرار الصادم تقف حقائق مؤلمة تكشف عن أزمة في التقييم والتخطيط. اللاعب الذي انضم للنادي في يناير 2025 بعقد يمتد حتى 2029، لم يستطع اجتياز التجربة الأولى التي لا تتجاوز 2% من مدة عقده الكاملة. خبراء الاقتصاد الرياضي يشيرون إلى أن هذه الحالة تشبه انهيار نيمار الفاشل مع برشلونة، حيث تتحول الاستثمارات الضخمة إلى عبء مالي ونفسي على النادي والجماهير معاً.
الأمر لا يقف عند حدود الخسارة المالية فحسب، بل يمتد ليشمل الجماهير التي تعيش حالة من الإحباط الشديد. محمد الدوسري، الذي حضر أول تدريب لدامس، يكشف: "كان واضحاً من البداية أنه لا ينسجم مع أجواء الفريق، لكن لم نتوقع أن يكون القرار بهذة السرعة". النقاشات الحادة تملأ المقاهي والمجالس، بين من يؤيد حزم الإدارة وجرأتها في اتخاذ القرار الصعب، وبين من ينتقد التسرع وضعف التقييم المسبق قبل إتمام الصفقة.
رغم مرارة الموقف، يبقى السؤال الأهم: هل ستتعلم الأندية السعودية من هذا الدرس القاسي؟ القرار الآن يضع الأهلي أمام تحدي إعادة بناء الثقة مع جماهيره وإثبات أن هذه الخطوة جزء من رؤية أكبر لإعادة هيكلة الفريق، أم أنها مجرد بداية لسلسلة من القرارات المتخبطة التي قد تكلف النادي أكثر من مجرد 4.5 مليون يورو.
