في تطور يهز أركان النادي الأبيض، يواجه الزمالك لحظة حقيقة حاسمة السبت المقبل أمام حرس الحدود، بعد التعادل المخيب 3-3 مع كهرباء الإسماعيلية الذي صدم الملايين من عشاق القلعة البيضاء. 6 أهداف في 90 دقيقة - هل هذا هو الزمالك الذي نعرفه؟ 48 ساعة فقط تفصلنا عن معرفة ما إذا كان الأسد الأبيض سيستعيد هيبته أم سيغرق في مستنقع الخيبات.
محمد الشناوي، مشجع الزمالك منذ 30 عاماً، عاش ليلة مؤرقة بعد صافرة النهاية: "لم أتخيل يوماً أن أرى دموع الإحباط في عيون آلاف المشجعين هكذا". المدير الفني أحمد عبد الرؤوف يحمل الآن على عاتقه مسؤولية ثقيلة - إعادة بناء ما تهدم في 90 دقيقة كارثية. الأرقام تصرخ بوضوح: نقطة واحدة فقط من أصل 3 متاحة، أي أن 67% من النقاط المتاحة ضاعت في ليلة واحدة.
هذا ليس مجرد تعادل عادي، بل جرس إنذار يدق بقوة في أروقة القلعة البيضاء. الزمالك، النادي الذي خاض معارك قارية وحصد ألقاباً لا تُحصى، يجد نفسه اليوم في موقف محرج أمام فريق من الدرجة الثانية. د. حسام حسن، المحلل الرياضي، يحذر بوضوح: "الزمالك يحتاج لثورة تكتيكية حقيقية، وإلا فإن الخروج المبكر من البطولة ليس مجرد احتمال، بل واقع قريب". التاريخ يعيد نفسه - مثل عودة الأسد الجريح للصيد، الزمالك يبحث عن كرامته المفقودة.
تأثير هذه الأزمة لا يقتصر على أرض الملعب فحسب، بل يمتد لتشمل ملايين القلوب التي تنبض بحب الأبيض. في مقاهي القاهرة الشعبية، تحولت أحاديث الفخر إلى نقاشات قلقة حول مستقبل الفريق. كريم العسكري، الذي شهد المباراة من المدرجات، يصف المشهد: "رأيت دموعاً حقيقية، مشاعر محطمة لآلاف المشجعين الذين سافروا مسافات طويلة ليشهدوا هذه الخيبة". السيناريو الأسوأ يلوح في الأفق: هزيمة السبت قد تعني خروجاً مبكراً وأزمة ثقة قد تمتد لشهور.
يقف الزمالك الآن على مفترق طرق حاسم. مباراة السبت في الساعة 8 مساءً بستاد المقاولون العرب ليست مجرد 90 دقيقة أخرى، بل امتحان لكرامة النادي وثقة الجماهير وطموحات الموسم. الفرصة ما زالت متاحة لكتابة فصل جديد من المجد، لكن الوقت ينفد سريعاً. السؤال الذي يؤرق الملايين: هل السبت القادم بداية النهوض الحقيقي، أم نهاية مؤلمة لأحلام كأس العاصمة؟