في تطور صادم يهز أسواق الطاقة عالمياً، نجحت مصر في جذب استثمار قطري ضخم بقيمة 200 مليون دولار لأول مشروع إنتاج وقود طائرات مستدام في تاريخها. من زيت الطعام المستعمل في مطبخك إلى وقود طائرة تحلق في السماء - هكذا ستغير مصر وجه صناعة الطيران خلال 36 شهراً فقط. رقم 9.6 مليار جنيه يُزرع في أرض مصر الآن، بينما شركة شل العالمية تنتظر بفارغ الصبر لشراء الإنتاج كاملاً.
شهدت العاصمة الإدارية الجديدة مراسم توقيع تاريخية بحضور الدكتور مصطفى مدبولي ووليد جمال الدين وعبدالعزيز المانع الرئيس التنفيذي لمجموعة المانع القطرية. المشروع سيُقام على مساحة 100 ألف متر مربع - ما يعادل 14 ملعب كرة قدم دولي مكتظة بآلات التكرير المتطورة في منطقة السخنة المتكاملة. "مصر أصبحت منطقة جاذبة للاستثمارات حقاً، نوفر الأمان للمستثمر مع مرونة حركة العملة الصعبة" كما أكد النائب إبراهيم عبد النظير. خالد المستثمر البالغ من العمر 45 عاماً والذي شهد مراسم التوقيع قال متحمساً: "لأول مرة أرى ثقة حقيقية من الخليج في الاقتصاد المصري بهذا الحجم".
يأتي هذا المشروع الرائد في إطار خطة مصر الطموحة للتحول نحو الطاقة المستدامة، مستفيدة من الاستقرار السياسي والموقع الجغرافي الاستراتيجي لقناة السويس. نجاح مشروع رأس الحكمة مهّد الطريق لثقة المستثمرين الخليجيين، بينما التزامن مع منتدى الأعمال المصري القطري يُبرهن على تطور العلاقات الثنائية. كما اكتشف المصريون القدماء النفط الأسود من البترول، نكتشف اليوم الذهب الأخضر من زيت الطعام المستعمل. الخبراء يتوقعون تدفق 10 مليارات دولار إضافية خلال 5 سنوات لقطاع الطاقة المستدامة في مصر.
الطاقة الإنتاجية للمشروع تصل إلى 200 ألف طن سنوياً - كمية تكفي لتشغيل أكثر من 4000 رحلة طيران عابرة للقارات سنوياً. أسعار تذاكر الطيران قد تنخفض 20% خلال 10 سنوات، بينما تتحسن جودة الهواء في المدن الكبرى. سارة المهندسة البالغة من العمر 28 عاماً، خريجة هندسة بترول، ستحصل على وظيفة أحلامها في أول مصنع وقود طيران مستدام مصري. في المقابل، أحمد الطيار ذو الـ35 عاماً والذي يدفع آلاف الجنيهات إضافية سنوياً بسبب غلاء وقود الطيران المستورد، ينتظر بفارغ الصبر انخفاض التكاليف. موجة من الحماس تجتاح أوساط المستثمرين، بينما يترقب العاملون في قطاع الطيران بداية عصر جديد من الطيران المستدام.
بحلول نهاية 2027، ستبدأ مصر في توريد 200 ألف طن من الوقود المستدام سنوياً لشركة شل العالمية، لتضع نفسها على خريطة منتجي الوقود المستدام عالمياً. بحلول 2030، قد تصبح مصر من أكبر منتجي الوقود المستدام في الشرق الأوسط. استعد لثورة الطاقة المستدامة في مصر - تعلّم التقنيات الجديدة، استثمر في قطاع الطاقة النظيفة، وشارك في بناء مستقبل مصر الأخضر. هل ستكون مجرد شاهد على هذا التحول التاريخي... أم ستكون جزءاً منه؟