في تطور صادم هز أركان الرياضة المصرية، كشفت الحكومة عن فضيحة إدارية مدوية في نادي الزمالك العريق: 22 عاماً كاملة من الإهمال و2% فقط معدل إنجاز في استغلال أرض النادي. الرقم المذهل يعني أن 98% من الأرض المخصصة ظلت بوراً لأكثر من عقدين، في أكبر هدر للموارد يشهده الوسط الرياضي المصري. المفاجأة الكبرى: إدارة النادي رفضت كل الحلول البديلة التي قدمتها الدولة!
محمد الشاذلي، المتحدث الرسمي باسم وزارة الشباب والرياضة، أسقط القنبلة خلال مداخلة مع الإعلامي أحمد موسى: "منذ 2003 وحتى 2025، ما تم إنجازه لا يتعدى 2%، وبالتالي سحب الأرض كان إجراء طبيعياً". الأرقام تحكي قصة مأساوية: 8030 يوماً من الانتظار انتهت بلا شيء تقريباً، فيما كان بالإمكان بناء 50 ملعباً بمواصفات عالمية في نفس المدة. "أحمد الزملكاوي"، مشجع منذ 30 عاماً، يروي ألمه: "كنا نمر بجوار الأرض نحلم برؤية مجمع رياضي عملاق، لكن كل ما رأيناه أعشاب وإهمال".
الجذور التاريخية للأزمة تمتد لعام 2003، عندما خصصت الدولة الأرض للنادي ضمن خطة طموحة لتطوير الأندية المصرية العريقة. لكن سوء الإدارة والبيروقراطية المعقدة حولت الحلم إلى كابوس حقيقي. د. كريم حسن، خبير الإدارة الرياضية، يؤكد: "هذا القرار كان متأخراً 20 عاماً، والمقارنة صادمة: بينما بنت دول أخرى مدناً رياضية كاملة، نحن لم ننجز حتى أساسات المشروع". الأمر الأكثر إثارة للجدل أن وزارة الإسكان والرياضة وهيئة المجتمعات العمرانية عرضت قطع أراضي بديلة، لكن إدارة النادي تعنتت ورفضت التفاوض.
التداعيات بدأت تضرب حياة الملايين من جماهير الزمالك اليوم. معنويات المشجعين في الحضيض، والقلق يسيطر على مستقبل أحد أعرق الأندية في الشرق الأوسط. السيناريوهات المطروحة الآن محدودة: إما العثور على أرض بديلة خلال أشهر قليلة، أو مواجهة انهيار حقيقي في البنية التحتية للنادي. الخبراء يحذرون من هجرة جماعية للاعبين والمواهب إلى أندية أخرى، فيما تتزايد المطالبات بتغيير شامل في الإدارة. الفرصة الذهبية الآن أمام رجال الأعمال والمستثمرين لإنقاذ عملاق مصر الرياضي قبل فوات الأوان.
22 عاماً من الإهمال وصلت لنهايتها المحتومة، والسؤال الذي يؤرق كل محب للرياضة المصرية: هل سيكون سحب الأرض بداية النهاية لنادي الزمالك، أم صفعة الإيقاظ التي ستدفع الإدارة أخيراً للعمل الجدي؟ الساعات القادمة ستحدد مصير أسطورة رياضية عمرها أكثر من قرن، والجماهير تنتظر معجزة تنقذ النادي من الانهيار التام.
