في تطور مثير يحبس الأنفاس، تقف 31 عامًا من الخبرة العالمية على مفترق طرق مصيري في الرياض، حيث ينتظر نجم إنتر ميلان السابق مارسيلو بروزوفيتش كلمة واحدة من مدربه البرتغالي خورخي خيسوس لتحديد مصيره مع النصر. أيام قليلة فقط تفصلنا عن معرفة ما إذا كان أهم صانع ألعاب في النصر سيواصل رحلته الذهبية أم سيرحل، في قرار قد يغير وجه الفريق تماماً.
وسط أجواء من التوتر والترقب، فوّضت إدارة النصر المدرب البرتغالي بشكل كامل لاتخاذ القرار الأهم في ملف تجديد عقد الكرواتي الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي. "الإدارة فضلت ترك القرار للمدرب باعتباره الأدرى بالاحتياجات الفنية"، حسبما أكدت مصادر داخل البيت النصراوي. عبدالله النصراوي، مشجع منذ 20 عاماً، لا يخفي قلقه: "بروزوفيتش غيّر منظومة الوسط عندنا، ما نقدر نخسره"، مضيفاً أن تأثير اللاعب في الملعب يشبه المايسترو في الأوركسترا.
هذا القرار الاستراتيجي لم يأتِ من فراغ، بل جاء بعد رحلة مؤثرة بدأت عندما رفض بروزوفيتش عروضاً أوروبية متعددة واختار الانتقال من إنتر ميلان إلى الرياض في واحدة من أبرز صفقات النادي. د. أحمد الفقيه، المحلل الكروي، يرى أن "قرار حكيم من الإدارة تفويض المدرب، هو الأدرى بالاحتياجات"، مقارناً الوضع بـقرار ريال مدريد مع مودريتش، حيث الخبرة لا تُقدر بثمن. الأرقام تتحدث بوضوح: نسبة نجاح تمرير تتجاوز 85% في دوري روشن، مما يجعل خسارته كفقدان جسر استراتيجي في المدينة.
على أرض الواقع، يدرك الجميع أن هذا القرار سيؤثر مباشرة على معنويات المشجعين وحضور الملاعب في الموسم القادم. سعد الرياضي، الصحفي المتخصص، يكشف: "الملف محسوم عملياً، بس ننتظر الإعلان الرسمي". الاجتماعات الداخلية المرتقبة ستحسم موقفاً قد يحدد مستقبل النصر التنافسي، خاصة مع ضغط المباريات في البطولات المحلية والقارية. كابتن سابق في النصر يؤكد: "شفت تأثير بروزوفيتش على الملعب، لاعب بمستوى عالمي"، مشيراً إلى أن تأثيره في الوسط قوي مثل المغناطيس يجذب الكرات.
مع اقتراب ساعة الحسم، تبقى الأسئلة الكبيرة معلقة في أذهان الجماهير النصراوية. الأيام القادمة ستكشف ما إذا كان النصر سيحافظ على استقرار تشكيلته الذهبية أم سيواجه تحدياً جديداً في إعادة بناء منظومة الوسط. في عالم كرة القدم، القرارات المصيرية تُتخذ في لحظات، لكن تأثيرها يستمر لسنوات. السؤال الآن: هل ستشهد الأيام القادمة بقاء نجم إنتر ميلان في قلعة النصر الذهبية، أم أننا على موعد مع وداع مؤلم؟