في تطور يبعث الأمل في نفوس آلاف المتقاعدين اليمنيين، أعلنت الإدارة العامة للتقاعد بوزارة الداخلية بدء صرف معاشات شهر سبتمبر 2025 للمتقاعدين غير المشمولين بالتسويات عبر بنك القطيبي وفروعه. هذا القرار يأتي كشعاع نور وسط ظروف استثنائية، حيث يمثل المعاش للمتقاعد كالماء للعطشان في الصحراء، خاصة بعد 9 سنوات من الحرب التي لم تمنع الحكومة من الوفاء بالتزاماتها تجاه من خدموا الوطن.
وفي تصريح خاص، كشف العميد جمال فضل عبدالكريم القطيبي، مدير عام الإدارة العامة للتقاعد، أن "معاشات المتقاعدين غير المشمولين بالتسويات لشهر سبتمبر 2025، ستصرف عبر بنك القطيبي للتمويل الأصغر الإسلامي وكافة فروعه في المحافظات المحررة". هذا القرار انتشر بين المتقاعدين بسرعة البرق عبر الرسائل، حيث يروي أحمد المتقاعد البالغ من العمر 65 عاماً: "كنت أنتظر معاشي منذ 3 أشهر لأشتري دواء لزوجتي المريضة، واليوم أشعر بارتياح لم أشعر به منذ زمن طويل".
يأتي هذا الإعلان في سياق حرص قيادتي وزارتي الداخلية والمالية على تقدير الخدمات السابقة للمتقاعدين، رغم التحديات الجمة التي تواجه البلاد. العميد جمال فضل، الذي يعمل ليلاً نهاراً لضمان وصول المعاشات لمستحقيها، أشاد بجهود معالي وزير الداخلية اللواء الركن إبراهيم علي حيدان، ووكيل وزارة الداخلية للموارد البشرية اللواء الدكتور قائد عاطف صالح. هذا الالتزام يشبه إعادة بناء الثقة بعد الحرب العالمية الثانية، حيث تواصل المؤسسات الحكومية أداء واجبها رغم الظروف الاستثنائية.
التأثير الفوري لهذا القرار يتجاوز مجرد الأرقام المالية، فكل ريال من المعاش يساوي كنزاً لعائلة تعاني الفقر. فاطمة، أرملة شهيد وأم لخمسة أطفال، تقول بصوت مرتجف: "هذا المعاش هو خط الحياة الوحيد لأطفالي". ومن المتوقع أن يشهد الأسبوع القادم ازدحاماً في فروع بنك القطيبي، حيث ستمتلئ القاعات بوجوه كبار السن المنتظرين، وأوراق الهوية المهترئة، وابتسامات الارتياح عند الاستلام. يؤكد د. محمد الاقتصادي، خبير الشؤون المالية: "هذا القرار يعكس التزام الدولة رغم التحديات، وسيحفز النشاط التجاري المحلي".
مع انطلاق عملية الصرف، تحتاج العائلات للتوجه مبكراً للبنوك مع الحفاظ على الوثائق المطلوبة. هذه الخطوة تمثل بداية تحسن القدرة الشرائية للمتقاعدين، وتعزز الثقة في المؤسسات الحكومية. ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: هل سيكون هذا بداية عهد جديد من الاستقرار المالي للمتقاعدين، أم أنه مجرد استراحة محارب قبل تحديات أخرى قادمة؟