في تطور مذهل هز أركان الوسط الكروي العربي، فجر المدير الفني لمنتخب الأردن جمال السلامي مفاجأة من العيار الثقيل بتصريحات صادمة عن نظيره الفرنسي هيرفي رينارد، مؤكداً أنه "يدين له بحياته المهنية" قبل المواجهة المصيرية في نصف نهائي كأس العرب. 90 دقيقة فقط تفصل الأردن عن صناعة التاريخ والوصول لأول نهائي كأس عرب في تاريخه، في مشهد لم يتوقعه أحد أن يشهد مدرباً يشيد بخصمه قبل أهم مباراة في تاريخ بلاده.
وفي كلمات لم يتوقعها الجمهور الكروي، كشف السلامي عن علاقة خاصة تربطه بالمدرب الفرنسي، قائلاً: "رينارد ليس مجرد منافس، بل صاحب تأثير كبير في مسيرتي التدريبية". هذه التصريحات أثارت دهشة واسعة في الأوساط الرياضية، خاصة وأن المواجهة بين المنتخبين توصف بأنها الأكثر إثارة في النسخة الحالية. وكشف مصدر مقرب من المنتخب الأردني أن إصابة النجم يزن النعيمات كانت بمثابة "فقدان محرك الطائرة قبل الإقلاع"، مما أثر بشدة على معنويات الفريق.
وتأتي هذه التصريحات في خضم استعدادات مكثفة للمواجهة التاريخية، حيث يسعى المنتخب الأردني لتجاوز عقبة الخبرة السعودية بقيادة رينارد الذي قاد منتخبات أفريقية لإنجازات تاريخية. مثل مواجهات الأردن التاريخية في كأس آسيا 2004، تحمل هذه المباراة طعماً خاصاً لشعب أصبح على بُعد خطوة واحدة من تحقيق حلم العمر. الخبراء يتوقعون أن تكون المباراة كـ"معركة بين داود وجالوت الحديثة"، حيث يواجه الطموح الأردني الخبرة والتنظيم السعودي.
وفيما تستعد الجماهير الأردنية لتوقيف الحياة العامة أثناء المباراة، يدرك الجميع أن هذه المواجهة لا تُعوض وأن حلم شعب كامل بات على المحك. تأثير إصابة النعيمات لا يزال يلقي بظلاله على الفريق، لكن عزيمة اللاعبين والجهاز الفني تبدو أقوى من أي تحدٍ. المراقبون يؤكدون أن المباراة ستحسم بالتفاصيل الصغيرة، وأن الدعم الجماهيري قد يكون العامل الحاسم في كتابة فصل جديد من تاريخ الكرة الأردنية.
90 دقيقة ستحدد مستقبل الكرة الأردنية للعقد القادم، في مواجهة تجمع بين الاحترام المتبادل والرغبة الجامحة في التأهل. رسالة السلامي واضحة: الأردن سيقاتل بكل ما يملك لعبور العقبة السعودية والوصول للنهائي. هل سيتمكن الأردن من كتابة التاريخ أم ستقف خبرة رينارد حائلاً دون الحلم الذي انتظره شعب كامل عقوداً طويلة؟
