في تطور صادم هز أركان الكرة المصرية، يواجه نادي الزمالك تهديداً جديداً بفقدان أرضه الثانية خلال عامين فقط، بعد أن تلقى خطاباً رسمياً من هيئة المجتمعات العمرانية ينذر بسحب أرض خليج الغرام الاستراتيجية. القلعة البيضاء تتحول إلى قلعة محاصرة، والسؤال المحوري: هل سينجح العملاق الأبيض في الصمود أمام عاصفة المشاريع القومية؟
تفاصيل مثيرة كشف عنها مصدر مطلع داخل النادي لـ"القاهرة 24" تؤكد أن مجلس الإدارة يرفض بشدة التنازل عن أي أرض أخرى. "موقفنا واضح وصريح، ولن نقبل بأرض بديلة"، كانت كلمات المصدر حاسمة وقاطعة. محمد الزملكاوي، مشجع منذ 30 عاماً، يصف شعوره: "كأننا نشاهد النادي ينهار قطعة قطعة أمام أعيننا، بعد أكتوبر والآن خليج الغرام... متى ينتهي هذا الكابوس؟"
الصراع ليس وليد اللحظة، بل جذوره عميقة تعود لسحب أرض أكتوبر سابقاً والتي ألحقت بالنادي أزمة مالية خانقة لا يزال يعاني منها. هذا التاريخ المؤلم من "حرب الأراضي" كما يسميها الخبراء، يضع الزمالك في موقف أشبه بالعائلة التي تفقد منزلها تدريجياً. د. أحمد الرياضي، الخبير القانوني، يحذر: "الأندية المصرية تواجه سابقة خطيرة قد تعيد تشكيل خريطة الرياضة في مصر".
التأثير لا يقتصر على الجانب المالي فحسب، بل يمتد ليشمل الروح المعنوية للاعبين والجماهير على حد سواء. في أروقة النادي العريق، تسود أجواء من القلق والترقب، بينما العمال يتساءلون عن مستقبل وظائفهم. السيناريو الأسوأ يتمثل في انهيار مالي كامل، بينما الأمل الوحيد يكمن في تحرك جماهيري قوي وحل قانوني ذكي. الفرصة الذهبية أمام الجماهير للوقوف خلف ناديها، لكن النافذة الزمنية تضيق بسرعة.
في قلب هذه العاصفة، يقف الزمالك على مفترق طرق مصيري. الحكومة مصممة على مشاريعها القومية، والنادي متمسك بحقوقه التاريخية، والجماهير تراقب بقلق شديد. المعركة القانونية المقبلة ستحدد ليس فقط مصير أراضي الزمالك، بل مستقبل علاقة الدولة بالأندية الشعبية في مصر. هل ستصمد القلعة البيضاء في وجه هذا الإعصار، أم أن عهد الأندية التاريخية بدأ في الأفول؟