في تطور صادم يهز أركان الكرة السعودية، كشف هيرفي رينارد المدير الفني للأخضر عن حقيقة مرعبة: أقل من 30% من لاعبي المنتخب السعودي يحصلون على وقت لعب كافٍ في أنديتهم! هذه الثغرة الخطيرة، كما وصفها رينارد، تقتل أحلام المونديال قبل أن تولد، ومع اقتراب 2026، كل دقيقة تأخير تكلف المنتخب غالياً.
رغم التأهل المثير لنصف نهائي كأس العرب بفوز صعب 2-1 على فلسطين، بدت معاناة الأخضر واضحة في الدقائق الـ65 الأولى حتى دخل عبد الرحمن العبود ليغير مجرى المباراة تماماً. "لا نملك لاعبين يلعبون دقائق كثيرة في الدوري السعودي، وبالتالي لا يستطيعون المثابرة لأنهم مجبورون على مقاعد البدلاء"، هكذا فجر رينارد قنبلته الموقوتة. أحمد المحلي، لاعب موهوب يجلس على مقاعد البدلاء رغم إمكانياته، يمثل مأساة عشرات اللاعبين السعوديين الذين يشاهدون النجوم الأجانب يسرقون أحلامهم.
المشكلة ليست وليدة اليوم، بل نتيجة سنوات من الاستثمار الضخم في اللاعبين الأجانب على حساب المواهب المحلية. كما يحدث تماماً مثل منتخب البرازيل في التسعينيات عندما اعتمد على النجوم الأجانب، يواجه المنتخب السعودي أزمة حقيقية. "الدوري قوي ومستواه يرتفع ولكن علينا التفكير في المنتخب"، يؤكد رينارد بنبرة قلقة. د. محمد التكتيكي، محلل كرة القدم، يحذر: "هذه أزمة حقيقية تهدد مستقبل المنتخب أكثر من أي هزيمة في ملعب واحد".
التأثير الحقيقي يتجاوز النتائج إلى صميم الحياة اليومية للمشجعين السعوديين الذين يعيشون في قلق مستمر على مستقبل منتخبهم. فيصل المشجع، الذي حضر المباراة، يصف مشاعره: "كنت أشعر بالتوتر الشديد حتى دخل العبود في الدقيقة 65، حينها فقط بدأنا نبدو كفريق حقيقي". مع اقتراب نصف النهائي أمام الأردن أو العراق، تزداد المخاوف من تكرار نفس المعاناة. الفرصة الذهبية متاحة الآن لحل هذه المشكلة، لكن الحل يجب أن يكون سريعاً كالبرق قبل مونديال 2026.
التأهل تحقق رغم المعاناة الواضحة من مشكلة دقائق اللعب، لكن السؤال الأهم يبقى معلقاً في الهواء: هل سيتعلم الدوري السعودي من تحذيرات رينارد قبل فوات الأوان؟ مع نصف نهائي صعب في الأفق وضرورة إيجاد حلول سريعة، الوقت يداهم الأحلام السعودية، والثغرة تتسع يوماً بعد يوم.