في تطور صادم هز الأوساط الأمنية والاقتصادية، تمكنت الأجهزة المختصة من ضبط 5 أشخاص كانوا على وشك إغراق السوق المصري بعملات مقلدة، مستخدمين فيسبوك وإنستغرام لبيع عملات مزيفة كما لو كانوا يبيعون ملابس عادية! العملة الورقية في جيبك الآن قد تكون مقلدة دون أن تدري، في جريمة منظمة هددت استقرار الاقتصاد المحلي.
في عملية أمنية محكمة نفذتها الإدارة العامة لمكافحة جرائم تقنية المعلومات بالتنسيق مع الأمن العام، تم إحباط مخطط خطير استهدف 3 محافظات رئيسية هي القاهرة والقليوبية والدقهلية. العقيد محمد الشريف الذي قاد العملية كشف: "العصابة كانت تعمل بنظام منظم، وبحوزتهم 5 هواتف محمولة تحتوي على أدلة دامغة تؤكد نشاطهم الإجرامي". أما أحمد المتولي، تاجر قطع غيار من القاهرة، فيروي صدمته: "تلقيت عملة 200 جنيه مقلدة وخسرت قيمتها كاملة، كان ملمس الورق مختلفاً لكني لم ألاحظ في البداية".
ظاهرة تقليد العملات ليست جديدة، فقد شهدت مصر قضايا مشابهة في التسعينيات، لكن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أضاف بُعداً خطيراً جديداً للمشكلة. الضغوط الاقتصادية وسهولة الوصول لتقنيات الطباعة المتطورة دفعت هؤلاء المجرمين للاستفادة من انتشار التجارة الإلكترونية. د. سامي عبدالعال، خبير أمني سابق، يحذر: "العملات المقلدة تنتشر بسرعة البرق عبر الإنترنت، والضرر المتوقع من نشاط مثل هذا يعادل راتب 1000 موظف شهرياً".
المواطن العادي الآن مطالب بتدقيق أكبر عند تلقي أي عملة ورقية، خاصة الفئات الكبيرة. فاطمة حسين، ربة منزل من الدقهلية، تحكي: "كدت أقبل عملة مقلدة في السوق لولا انتباهي لاختلاف الألوان الباهتة مقارنة بالأصلية". من المتوقع تشديد الإجراءات الأمنية وإطلاق حملات توعية واسعة، بينما يطالب الخبراء بتطوير تقنيات حماية أفضل للعملة المصرية وتعزيز الرقابة على المنصات الرقمية.
عصابة من 5 أفراد، عملات مقلدة بفئات مختلفة، ووسائل تواصل اجتماعي - معادلة خطيرة تم إحباطها بنجاح. المعركة مع مقلدي العملات مستمرة، والتكنولوجيا سلاح ذو حدين. احرص على فحص عملاتك بعناية، وأبلغ عن أي نشاط مشبوه على مواقع التواصل الاجتماعي. السؤال المقلق الآن: كم عملة مقلدة تسللت للسوق قبل ضبط العصابة؟ والأهم: هل هناك عصابات أخرى تعمل في الخفاء؟
