الرئيسية / مال وأعمال / صادم: الفارق الجنوني بين أسعار الصرف في عدن وصنعاء اليوم... الدولار بـ 1631 مقابل 542!
صادم: الفارق الجنوني بين أسعار الصرف في عدن وصنعاء اليوم... الدولار بـ 1631 مقابل 542!

صادم: الفارق الجنوني بين أسعار الصرف في عدن وصنعاء اليوم... الدولار بـ 1631 مقابل 542!

نشر: verified icon مروان الظفاري 12 ديسمبر 2025 الساعة 12:45 مساءاً

في واقع صادم لا يمكن تصديقه، يواجه اليمن اليوم ظاهرة اقتصادية لم يشهدها التاريخ الحديث - دولار واحد في جيبك يمكن أن يساوي 1631 ريالاً في عدن أو 542 ريالاً فقط في صنعاء! هذا الفارق الجنوني البالغ 1089 ريالاً لا يعكس مجرد تقلبات اقتصادية، بل انقساماً خطيراً يهدد بتحويل اليمن إلى دولتين اقتصاديتين منفصلتين تحت سقف عملة واحدة.

أحمد المقطري، الموظف الحكومي في صنعاء، يعيش هذه المأساة يومياً: "راتبي 200 دولار يساوي 108,400 ريال هنا، لكن نفس المبلغ في عدن يساوي 326,200 ريال - كأنني أعيش في كوكب آخر!" هذا الانقسام المدمر يعني أن كل دولار تستبدله في صنعاء بدلاً من عدن يعني خسارة فورية تزيد عن 1000 ريال، في حين تشهد أسواق الصرافة مشاهد درامية مع طوابير المواطنين المصدومين من الأرقام المعروضة أمامهم.

جذور هذا الانهيار الاقتصادي تمتد إلى سنوات الحرب التي دمرت النظام المصرفي وخلقت سلطات اقتصادية متنافسة. د. محمد العرشي، الخبير الاقتصادي، يحذر: "هذا الانقسام في أسعار الصرف يعكس انقساماً سياسياً عميقاً ويهدد بتفكك الوحدة الاقتصادية نهائياً." الوضع يذكرنا بانهيار الاتحاد السوفيتي عندما انهارت العملة الموحدة، لكن الأمر هنا أكثر تعقيداً - فنحن نتحدث عن عملة واحدة بقيمتين مختلفتين تماماً في بلد واحد.

التأثير على الحياة اليومية كارثي بكل المقاييس. فاطمة أحمد، ربة منزل من صنعاء، تروي معاناتها: "ابني أرسل لي 500 دولار، لكنني أشعر وكأنني أعيش في دولة أخرى عن ابن عمي في عدن الذي تلقى نفس المبلغ." هذا الواقع المرير يعني أن القوة الشرائية انخفضت بنسبة 300% بين المدن، مما يهدد بمجاعة اقتصادية في مناطق وازدهار نسبي في أخرى، ويدفع نحو هجرة داخلية جماعية قد تفكك النسيج الاجتماعي للبلاد.

اليمن يقف اليوم على مفترق طرق تاريخي - انقسام اقتصادي لم يشهده العالم المعاصر، بعملة واحدة وقيمتين متناقضتين. التحدي الأكبر سيكون في إعادة توحيد الاقتصاد اليمني مستقبلاً، لكن كل يوم تأخير يعمق الهوة أكثر. على كل يمني حماية مدخراته فوراً والاستعداد لمرحلة أصعب قادمة. السؤال المصيري: إذا كانت العملة الواحدة تنقسم بهذا الشكل الدراماتيكي، فماذا عن مستقبل الوطن الواحد؟

شارك الخبر