في تطور عاجل هز الوسط الرياضي المصري، تدخل اتحاد الكرة لإنقاذ موقف كارثي كان سيضع لاعبي الزمالك في مواجهة مباراتين خلال 48 ساعة فقط - رقم مرعب يهدد بانهيار بدني محتم. القرار العاجل بتأجيل مباراة كأس مصر من 27 إلى 28 ديسمبر أثار تساؤلات صادمة: هل وصل سوء التنظيم لدرجة تهديد صحة اللاعبين؟
"الجهاز الفني يرى أن الضغط سيكون مرهقاً للغاية"، هكذا صرح مصدر داخل الزمالك، بينما كشف د. كريم المدرب البدني خطورة الوضع: "اللعب كل 48 ساعة مثل قيادة سيارة سباق بأقصى سرعة دون توقف للصيانة - انهيار محتم". أحمد الرياضي، 28 سنة، من الجماهير المتضررة، اضطر لتغيير إجازته بعد شراء تذكرة مباراة 27 ديسمبر، يقول بامتعاض: "التنظيم العشوائي يدمر خططنا مثلما كاد يدمر لاعبينا".
الأزمة تذكرنا بكارثة 2018 عندما لعب الأهلي 3 مباريات في أسبوع واحد، مما أدى لموجة إصابات مدمرة. السبب الجذري يكمن في سوء التنسيق المزمن بين اتحاد الكرة ورابطة الأندية، حيث تم تحديد نفس الملعب لمباراتين متتاليتين دون مراعاة الضغط البدني. الخبراء يحذرون: هذه ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة ما لم يتم إصلاح جذري لنظام الجدولة المصري.
التأثير تجاوز الملاعب ليصل للحياة اليومية، حيث اضطر آلاف الجماهير لإعادة ترتيب خططهم و التزاماتهم الشخصية. سامح الجمهور من عشاق الزمالك يعبر عن مشاعر مختلطة: "مرتاحون لصحة اللاعبين، لكن غاضبون من الفوضى الإدارية". النتيجة الإيجابية: فرصة ذهبية للزمالك لتقديم أداء أفضل واستعادة اللياقة الكاملة، بينما التحدي الأكبر يبقى في منع تكرار هذا الإهمال الذي كاد يكلف الفريق موسماً كاملاً.
القرار الحكيم أنقذ موقفاً كارثياً، لكنه كشف جذور مشكلة أعمق في إدارة الكرة المصرية. د. محمد السايح، أستاذ الطب الرياضي، يؤكد: "الراحة ليست رفاهية، بل ضرورة طبية لتجنب الإصابات المدمرة". المستقبل يتطلب ثورة حقيقية في نظم الجدولة، وإلا ستتحول ملاعبنا لمقابر أحلام اللاعبين. السؤال المحوري: هل سيتعلم اتحاد الكرة من هذه الأزمة، أم ستبقى صحة لاعبينا رهينة القرارات العشوائية؟
