في تطور درامي يهز أركان دولة الكويت، أطلقت إدارة الأرصاد الجوية إنذارًا جويًا خطيرًا لمدة 17 ساعة متواصلة، محذرة من عاصفة رعدية مدمرة تضرب البلاد منذ الفجر حتى المساء. الخبراء يصفون الوضع بـ"الاستثنائي" وسط توقعات بأمواج عملاقة تصل إلى 6 أقدام تهدد السواحل الكويتية!
تحولت شوارع الكويت إلى مشهد مرعب من فيلم خيال علمي، حيث التف ضباب كثيف مثل لحاف أبيض يغطي المدينة بالكامل، مما دفع آلاف السائقين للبقاء في منازلهم خوفًا من الحوادث المرورية. "لم أر شيئًا كهذا من قبل، الرؤية معدومة تماماً"، يقول خالد المطيري، سائق التوصيل الذي اضطر لإلغاء 15 رحلة توصيل صباح اليوم. الرياح الشمالية المدوية تضرب المباني بقوة 40 كيلومترًا في الساعة، بينما تتراقص أمواج البحر العملاقة في مشهد مهيب ومرعب.
هذه العاصفة تذكرنا بكابوس شتاء 2018 الذي شل الحياة في الكويت لأيام طويلة، لكن الوضع الحالي قد يكون أخطر وفقًا للدكتورة فاطمة العنزي، خبيرة الأرصاد الجوية. الأرقام مرعبة: تفاوت حراري يصل إلى 13 درجة مئوية في يوم واحد بين مناطق الكويت المختلفة، مما يخلق حالة من عدم الاستقرار الجوي النادر الحدوث. التحذير الرسمي رقم 1 بدأ عند الساعة الواحدة فجرًا ولن ينتهي قبل السادسة مساءً، مما يعني 17 ساعة عصيبة من الطقس القاسي.
في منازلهم المحاصرة، يعيش سكان الكويت لحظات من التوتر والقلق بينما صوت الرعد المدوي يهز النوافذ وقطرات المطر الغزيرة تضرب الأسطح بلا رحمة. أم محمد من السالمية تروي: "استيقظت الساعة الخامسة على صوت رعد مخيف، نظرت من النافذة فلم أر سوى ضباب أبيض كثيف". الأنشطة البحرية متوقفة تمامًا، والمتاجر تغلق أبوابها مبكرًا، بينما المطارات تراجع جداول الرحلات استعدادًا للأسوأ. هل ستمتد هذه العاصفة لليوم التالي؟ المهندس أحمد الرشيد، مختص الأرصاد البحرية، يحذر بقوله: "الوضع قد يتطور بشكل غير متوقع".
مع انتهاء ساعات التحذير المتبقية، تبقى الكويت في حالة ترقب وحذر شديد. 17 ساعة من الطقس العاصف اختبرت صمود المواطنين وقدرة البنية التحتية على مواجهة غضب الطبيعة. النصيحة الذهبية لكل مواطن: ابقوا في منازلكم، تجنبوا الطرق السريعة نهائيًا، وتابعوا نشرات الأرصاد لحظة بلحظة. السؤال المحوري الآن: هل أنت مستعد حقًا لمواجهة ما تبقى من ساعات هذه العاصفة المدمرة؟