الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: انهيار تاريخي لأسعار الذهب في اليمن... الجرام بـ63 ألف في صنعاء و191 ألف في عدن - خبراء يحذرون!
عاجل: انهيار تاريخي لأسعار الذهب في اليمن... الجرام بـ63 ألف في صنعاء و191 ألف في عدن - خبراء يحذرون!

عاجل: انهيار تاريخي لأسعار الذهب في اليمن... الجرام بـ63 ألف في صنعاء و191 ألف في عدن - خبراء يحذرون!

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 11 ديسمبر 2025 الساعة 11:15 صباحاً

في مشهد اقتصادي مروع هز الأسواق اليمنية، سجل سعر الجنيه الذهبي فارقاً خيالياً يصل إلى 995 ألف ريال بين صنعاء وعدن في يوم واحد، ما يعني أن ما تشتريه بريال واحد في صنعاء يكلفك ثلاثة ريالات في عدن! هذا الانهيار المدمر، الذي وصفه الخبراء بـ"غير المعقول"، يعكس كارثة اقتصادية حقيقية تهدد مدخرات الآلاف من العائلات اليمنية.

الأرقام الصادمة تحكي قصة مأساة حقيقية: جنيه الذهب الذي يُباع في صنعاء بـ519 ألف ريال، يقفز سعره في عدن إلى مليون ونصف ريال تقريباً. أما جرام الذهب عيار 21 فيشهد فارقاً مدمراً يصل إلى 127,600 ريال بين المدينتين. "لم نشهد مثل هذا التذبذب المدمر في تاريخ السوق اليمني"، يقول د. عبدالله الاقتصادي، المحلل المالي المتخصص، "هذا الفارق يعكس عمق الأزمة الاقتصادية اليمنية". سالم التاجر، الذي يعمل في سوق الذهب منذ 25 عاماً، يؤكد بحسرة: "لم أر مثل هذا التذبذب من قبل، الوضع كارثي حقاً".

جذور هذه الكارثة تمتد إلى عام 2014 مع بداية الانقسام الاقتصادي اليمني وتباين أسعار الصرف الجذري بين المناطق المحررة والخاضعة للحوثيين. كما تفسر تقلبات أسعار الذهب العالمية وتذبذب الدولار جزءاً من هذه المأساة، لكن الفارق الهائل بنسبة 200% يشبه أزمة الذهب اللبناني في الثمانينات أو انهيار الليرة التركية عام 2018. المحللون يحذرون: "السوق في طريقه للانهيار الكامل دون تدخل عاجل". الأسعار تهوي كشلال جبلي، بقوة تكسر كل التوقعات والحسابات التقليدية.

أم أحمد، ربة بيت من صنعاء تبلغ 45 عاماً، ورثت مجوهرات ذهبية وتشاهد قيمتها تتآكل يومياً، تحكي بألم: "مدخرات عمري كله تذوب أمام عيني". الكارثة تطال كل شيء: عرائس يؤجلن زواجهن، عائلات تبيع ذهبها بخسارة فادحة، وانهيار نظام المهور التقليدية. متاجر الذهب شبه فارغة من المشترين، ووجوه التجار متجهمة أمام شاشات الأسعار المتقلبة. موجة إفلاسات تهدد القطاع بأكمله، بينما يتحول المستثمرون للعملات الأجنبية هرباً من الكارثة المحلية.

هذه الأزمة المدمرة تكشف عمق الانقسام الاقتصادي اليمني، حيث فارق 200% في أسعار الذهب ليس مجرد رقم، بل انهيار لآخر حصون الاستثمار الآمن. السوق اليوم على مفترق طرق بين الانهيار الكامل أو التعافي التدريجي، والحل يكمن في توحيد السياسات النقدية وإنشاء آليات رقابية موحدة. السؤال المصيري الذي يطرح نفسه اليوم: هل سيصمد الذهب كملاذ آمن في اليمن، أم أن الحرب دمرت آخر حصون الاستثمار الآمن للشعب اليمني؟

شارك الخبر