الرئيسية / شؤون محلية / عاجل: كارثة بيئية بالعريش... منازل كاملة تغرق في مياه المجاري والأهالي: "النتن لا يُطاق!"
عاجل: كارثة بيئية بالعريش... منازل كاملة تغرق في مياه المجاري والأهالي: "النتن لا يُطاق!"

عاجل: كارثة بيئية بالعريش... منازل كاملة تغرق في مياه المجاري والأهالي: "النتن لا يُطاق!"

نشر: verified icon أمجد الحبيشي 11 ديسمبر 2025 الساعة 06:40 صباحاً

في تطور صادم هز مدينة العريش، غرقت مئات المنازل في مياه المجاري الملوثة خلال ساعات قليلة من عطل مفاجئ ضرب محطة الصرف الصحي الرئيسية في 27 نوفمبر 2025. أزمة تتكرر منذ سنوات دون حل جذري، والروائح الكريهة النفاذة تملأ الهواء مجبرة السكان على الفرار من منازلهم. الخبراء يحذرون: كل دقيقة تأخير تعني مزيداً من التلوث والأمراض المعدية.

أم محمد، ربة منزل عمرها 45 عاماً، تقف أمام منزلها الغارق وهي تحمل طفلها الصغير: "النتن لا يُطاق والأطفال لا يستطيعون التنفس". مياه المجاري الداكنة تتدفق بكمية تكفي لملء عشرات أحواض السباحة، بينما يصف علي حسن، صاحب محل في الشارع الرئيسي، كيف هرب جميع زبائنه: "الوضع يشبه كابوساً يتكرر كل بضعة أشهر دون إفاقة". د. أحمد صبري، خبير البيئة والصرف الصحي، يحذر من كارثة صحية وشيكة إذا لم يتم التدخل السريع.

هذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها العريش هذه المأساة المتكررة. الزيادة السكانية وتوسع العمران دون تطوير مقابل للبنية التحتية حولا المدينة إلى قنبلة بيئية موقوتة. كارثة تذكر بفيضانات القاهرة 1994 لكن هذه المرة بمياه الصرف، والمسؤولون يكتفون بإصلاحات وقتية تعيد المشكلة خلال أشهر. خبراء البيئة يتوقعون تفاقم الوضع ليشمل مناطق أوسع مع احتمالية انتشار الأوبئة في المنطقة الحدودية الاستراتيجية.

المعاناة تتجاوز مجرد الإزعاج اليومي لتطال جيوب المواطنين وصحتهم النفسية. العائلات المتضررة تواجه تكاليف إضافية للتنظيف والتعقيم، بينما تعاني الأطفال والمسنون من مشاكل تنفسية حادة. محمد السيد، مواطن متطوع نظم حملة تنظيف شعبية، يؤكد: "نحن نقوم بعمل الحكومة ونطالب بالحل الجذري قبل أن تصبح العريش غير صالحة للحياة البشرية". انخفاض أسعار العقارات وتوقف النشاط التجاري يهددان بنزوح جماعي للسكان نحو مناطق أخرى أكثر أماناً.

أزمة العريش تكشف حجم الإهمال المنظومي في التعامل مع البنية التحتية الحيوية. الأهالي يطالبون بتدخل فوري وحل شامل يتناسب مع كرامتهم الإنسانية، بينما الصمت الرسمي يزيد من غضبهم وإحباطهم. إما الحل الجذري أو تفاقم أكبر للأزمة - خيارات لا تحتمل مزيداً من الانتظار. كم من الوقت سيحتمل أهالي العريش هذه المعاناة المتكررة قبل أن يفقدوا الأمل نهائياً؟

شارك الخبر