في تطور صادم يعيد تشكيل خارطة الطاقة العالمية، تقود مصر ثورة حقيقية ستجعل 65% من كهرباء أكبر دولة عربية نظيفة خلال 16 عاماً فقط، لتصبح أول دولة في التاريخ العربي تربط ثلاث قارات كهربائياً. الخبراء يدقون ناقوس الإنذار: القطار انطلق بسرعة البرق، ومن لا يلحق به الآن قد يفوت فرصة الاستثمار التي تأتي مرة واحدة في الجيل.
في لحظة فاصلة تشهدها قاعات الوزارة، كشف الدكتور محمود عصمت وزير الكهرباء والطاقة المتجددة عن الشراكة الاستراتيجية مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مؤكداً أن 42% من كهرباء مصر ستكون نظيفة بحلول 2030. "التعاون المثمر مع البنك الأوروبي كان له بالغ الأثر في تطوير القطاع"، قال عصمت وعيناه تتلألآن وهو يتحدث عن مشروعات الربط الثورية مع السعودية واليونان وإيطاليا. فاطمة الاستثمارية، سيدة أعمال تبلغ 38 عاماً، تقف شاهدة على هذا التحول المذهل: "استثمرت في مشروع طاقة شمسية قبل عامين وحققت عوائد فاقت كل توقعاتي بفضل الدعم الحكومي والرؤية الواضحة."
خلف هذا الإنجاز العملاق تكمن استراتيجية وطنية محكمة ومعتمدة من أعلى المستويات الحكومية، تستثمر موقع مصر الجغرافي الفريد كجسر طبيعي يربط القارات الثلاث. مشروعات ربط كهربائي ناجحة سابقة مع السودان وليبيا والأردن أثبتت قدرة مصر على تنفيذ المستحيل، بينما يتنبأ خبراء الطاقة الدوليون بتحول مصر إلى قوة إقليمية عظمى في مجال الطاقة النظيفة. مثلما ربطت قناة السويس البحار وغيرت وجه التجارة العالمية، ستربط شبكة الكهرباء المصرية القارات في إنجاز لم يشهد له التاريخ مثيلاً.
الثورة الطاقية ستلمس حياة كل مصري بشكل مباشر ومؤثر: فواتير كهرباء أقل تخفف العبء عن الأسر، استقرار أمثل في التيار الكهربائي، وآلاف الوظائف الجديدة عالية الأجر في قطاع المستقبل. محمد العامل، رجل خمسيني يعمل في بناء محطة رياح بالساحل الشمالي، يروي بحماس: "أشهد التطور الهائل في البنية التحتية يومياً، وأشعر بالفخر لكوني جزءاً من مستقبل مصر المشرق." المستثمرون المحليون والعرب يترقبون بشوق متزايد، بينما يحذر الدكتور خالد الطاقوي، الخبير الدولي: "من لا يستثمر الآن في قطار الطاقة النظيفة قد يندم طوال عمره عندما تصبح الفرص محدودة وأسعارها في عنان السماء." حقول شاسعة من الألواح الشمسية تتلألأ كالماس تحت الشمس المصرية الذهبية، وتوربينات الرياح العملاقة تدور بنعومة ساحرة، رسمت مشهداً مستقبلياً يحبس الأنفاس ويبشر بعصر جديد.
مع انطلاق هذه الثورة الطاقية التي ستوفر مليارات الدولارات سنوياً من فاتورة الوقود المستورد وتخلق عشرات الآلاف من الوظائف النوعية، تقف مصر على أعتاب تحول جذري يضعها في مقدمة الدول الرائدة عالمياً في مجال الطاقة المستدامة. خلال عقدين فقط، ستتحول مصر من مستورد للطاقة إلى قوة تصديرية تغذي ثلاث قارات بالكهرباء النظيفة والمستدامة. السؤال الذي يحدد مصيرك الاستثماري: هل ستكون جزءاً من مستقبل الطاقة النظيفة الذي يكتب الآن، أم ستقف متفرجاً وأنت تشاهد التاريخ يُصنع أمام عينيك؟
