في صراع يحبس الأنفاس، تشتعل المعركة الحقيقية على عرش دوري يلو، حيث تفصل نقطة واحدة فقط بين الجنة والجحيم! أبها المتصدر برصيد 23 نقطة يواجه عاصفة العلا الذي يطارده بـ22 نقطة في قمة نارية تنتظرها الملايين من الجماهير. هذا أقرب صراع صدارة يشهده تاريخ الدوري، حيث تتزاحم 4 أندية في مساحة 3 نقاط فقط، والجمعة القادمة ستكون يوم الحسم المصيري.
تنطلق الجمعة الجولة الحادية عشرة وسط توتر شديد يخيم على معسكر أبها، خاصة بعد التعادل المؤلم أمام البكيرية في الجولة الماضية. سعد العلاوي، قائد مشجعي العلا منذ عقدين، يؤكد بثقة: "هذه فرصتنا الذهبية لاقتناص الصدارة، والفريق جاهز لكتابة التاريخ." في المقابل، يعيش الجبيل كابوساً حقيقياً في المركز الأخير بنقطة وحيدة، فيما تتساوى نقاط العلا والعروبة عند 22 نقطة، مما يجعل كل هدف بمثابة قطعة ذهب.
الصراع ليس وليد اليوم، فقد شهدت الجولات السابقة منافسة شرسة تذكرنا بأعظم صراعات الصدارة في تاريخ كرة القدم العربية. د. محمد الكروي، محلل كرة القدم المخضرم، يصف الوضع قائلاً: "المنافسة محتدمة كسباق الفورمولا ون - كل نقطة تحسم المصير." تعادل أبها والعلا في الجولة الماضية حافظ على التوازن الهش، لكن الخبراء يتوقعون انفجاراً في قمة الجمعة التي ستحدد شكل الترتيب لأسابيع قادمة.
تأثير هذا الصراع يتجاوز حدود الملعب ليصل إلى المقاهي والمجالس، حيث تشتعل النقاشات الحامية بين الجماهير. خالد الجبيلي، مشجع نادي الجبيل منذ 20 عاماً، يراقب بألم فريقه يغرق في القاع بنقطة واحدة فقط، بينما يستطيع العروبة استغلال أي تعادل في القمة للقفز للصدارة. الضغط النفسي على اللاعبين وصل لذروته، والجماهير تملأ المدرجات بالألوان استعداداً لمعركة تاريخية. رائحة العشب الأخضر تختلط بعرق التوتر ونبضات القلوب المتسارعة، في مشهد لن تنساه الذاكرة الرياضية.
مع اقتراب صافرة البداية، تبقى الأسئلة المصيرية معلقة: هل سيحافظ أبها على عرشه أم سيسقط أمام عاصفة العلا؟ هل ستستغل العروبة أي تعادل لتقتنص الصدارة؟ الإجابات ستكون في أيدي اللاعبين على أرض الملعب، حيث تتحول الأحلام إلى حقائق والآمال إلى انكسارات. في نهاية المطاف، من سيضحك أخيراً في هذا الصراع الملحمي الذي يحبس أنفاس عشاق الكرة السعودية؟
