الرئيسية / مال وأعمال / عاجل: البنك المركزي بصنعاء يجمد أسعار الصرف عند أرقام صادمة - هل هذا إنقاذ أم كارثة قادمة؟
عاجل: البنك المركزي بصنعاء يجمد أسعار الصرف عند أرقام صادمة - هل هذا إنقاذ أم كارثة قادمة؟

عاجل: البنك المركزي بصنعاء يجمد أسعار الصرف عند أرقام صادمة - هل هذا إنقاذ أم كارثة قادمة؟

نشر: verified icon مروان الظفاري 10 ديسمبر 2025 الساعة 06:15 صباحاً

في تطور يحبس الأنفاس وسط العاصفة الاقتصادية المدمرة، سجلت أسعار صرف العملات في اليمن استقراراً مؤقتاً عند أرقام صادمة تحكي مأساة شعب كامل - 530.50 ريال يمني مقابل دولار واحد، رقم يعني أن راتب موظف شهر كامل لا يساوي 100 دولار أمريكي. البنك المركزي اليمني في صنعاء أعلن تجميد أسعار الصرف لليوم الأربعاء، لكن الخبراء يحذرون: كل دقيقة تمر قد تعني انهياراً أعمق للقوة الشرائية لـ30 مليون يمني.

وسط صمت مريب من البنك المركزي، كشف البيان الرسمي المنشور على الموقع الإلكتروني أرقاماً تقشعر لها الأبدان: الدولار الأمريكي مقابل 530.50 ريال يمني، والريال السعودي عند 140 ريالاً يمنياً - انهيار بنسبة 1800% منذ بداية الحرب. أحمد محمد، موظف حكومي براتب 50,000 ريال شهرياً، يروي معاناته: "راتبي الشهري بالكامل لا يكفي لشراء 100 دولار، كيف أطعم أطفالي الخمسة؟" فيما تتصاعد أصوات القلق في الأسواق الشعبية حيث تتراكم أكوام الأوراق النقدية المتهالكة أمام محلات الصرافة.

الجذور العميقة لهذه الكارثة تعود إلى انقسام الجهاز المصرفي اليمني منذ 2016 بين صنعاء وعدن، مما خلق نظامين نقديين منفصلين في دولة واحدة ممزقة. الدكتور عبدالله الحكيمي، الخبير الاقتصادي، يحذر قائلاً: "هذا الاستقرار المؤقت مثل عين العاصفة - هدوء خادع قبل الانهيار الحقيقي". التجارب السابقة في 2018 و2020 شهدت استقراراً مشابهاً انتهى بانهيارات مدوية رفعت الدولار من 250 إلى أكثر من 500 ريال، مما يجعل الوضع الحالي أشبه بألمانيا في العشرينات حين كان المواطن يحتاج عربة يد لحمل النقود لشراء رغيف خبز.

في شوارع صنعاء وتعز والحديدة، تعيش العائلات اليمنية كابوساً يومياً حيث تتحول رحلة شراء الأدوية إلى مغامرة مالية محفوفة بالمخاطر. فاطمة العنسي، التاجرة الصغيرة، تكشف استراتيجيتها للبقاء: "أستغل أي استقرار مؤقت لتخزين البضائع، لأن الأسعار غداً قد تكون أعلى بـ20%". الطلاب اليمنيون في الخارج يواجهون معضلة مؤلمة - تحويل 1000 دولار لدفع رسوم جامعية يتطلب الآن أكثر من نصف مليون ريال، مبلغ خيالي للعائلة المتوسطة. سالم البخيتي، صراف في السوق المحلي، يصف المشهد: "الناس تأتي كل صباح بوجوه مليئة بالخوف تسأل: هل ارتفع الدولار اليوم؟"

رغم التنفس المؤقت الذي يوفره تجميد الأسعار، يبقى السؤال المصيري معلقاً في الهواء كسيف مسلط على رقاب 30 مليون يمني: كم من الوقت ستصمد هذه الأسعار أمام ضغوط الواقع الاقتصادي المرير؟ الخبراء ينصحون المواطنين بتنويع مدخراتهم وعدم الاعتماد على عملة واحدة، بينما يحذرون من أن المستقبل النقدي لليمن رهين بإنهاء الحرب وإعادة توحيد الجهاز المصرفي. في بلد تحول فيه الريال اليمني إلى منزل يحترق ببطء، كل يوم قد يكون الأخير قبل انهيار جديد يقضي على ما تبقى من أحلام الشعب اليمني.

اخر تحديث: 10 ديسمبر 2025 الساعة 07:55 صباحاً
شارك الخبر